ناد علياً مظهر العجائب تجده عوناً لك في النوائب
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالبوابةالتسجيلأحدث الصوردخول

 

 التوقيع الأحمر ... الشهيد السيد مجتبى صالحي

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
urbaybe
مشرف عام
مشرف عام
urbaybe


عدد الرسائل : 97
تاريخ التسجيل : 14/02/2007

التوقيع الأحمر ... الشهيد السيد مجتبى صالحي Empty
مُساهمةموضوع: التوقيع الأحمر ... الشهيد السيد مجتبى صالحي   التوقيع الأحمر ... الشهيد السيد مجتبى صالحي Icon_minitime1الثلاثاء مارس 06, 2007 11:06 am

( هذه القصة حدثت في الجمهورية الإسلامية الإيرانية عن الشهيد السيد مجتبى صالحي ، و قد عرضت على خبراء خطوط فأكدوا أن صاحب الإمضاء هو الشهيد صالحي ، و صدق على صحة الحادثة آية الله أبو القاسم خزعلي و هي محفوظة في متحف الشهداء )

كانت تسير على الرصيف بتمهل مطرقة الرأس شادرة الذهن ، و صدى صوت استاذها يطرق مسامعها : " يجب أن يوقع ولي الامر عى ورقة " برنامج الامتحان .. تمنت لو أن الهواء المتطاير يحمل تلك الورقة و يسافر بها بعيداً .. ربما إلى حيث والدها الشهيد الذي تخيلت لو أنها تجده الآن في المنزل ، لركضت إليه مرتمية في حضنه ، معانقة إياه بحنان ، و لكانت أخبرته بحالها ، و جلبت له القلم الأزرق ليمهر إمضاءه عليها ..

لكنها تدري انها عندما تصل إلى البيت و تعبر العتبة ، سترمق صورة والدها معلقة غلى الحائط ، و على طرفها إشارة سوداء و علم الجمهورية ..

لكن ماذا ستفعل ؟ سالت زهراء صالحي نفسها ؟ لقد جرح الأستاذ قلبها عندما أصر أن يوقع ولي الامر على بطاقتها ، حاول أن تقول له أن والدها استشهد منذ شهر على الجبهة ، لكن الكلمات خذلتها ، و بسط السكوت دهشته على شفتيها الصغيرتين .. هل هي يا ترى تتوقع أن يعود أباها في أية لحظة ! من الصعب جداً أن يستسلم المرء لواقع الموت بسهولة ، و يبقى وهم اللقاء عصفوراً يرفرف فوق الأفئدة المشتاقة ..

لم تكن زهراء صالحي البالغة من العمر حوالي السبع سنوات ، تستطيع أن تفلسف الشهيدة و تمنطقها ، و لكن فؤادها الصغير كان يردد بداخلها أن الشهداء عند الله في الجنة ، و يسمعون همس الأطفال ، أو ليس الأطفال ملائكة تطير بأجنحة الطهر إلى حيث تشاء بخيالها و أحلامها ..

هاقد وصلت إلى البيت ، مسحت دمعاتها و عبأت رئتيها الصغيرتين بهواء سرعان ما خرج تنهيدة طويلة رسمت أمامها خيارها الوحيد بالدخول إلى منزل ما عاد يجدي فيه عد الأيام و شطبها من المفكرة انتظاراً لعودة والدها من الجبهة ليزرع الضحكات عى شفتيها ..

دخلت المنزل ساكتة حيرى اللب .. حاولت أن تحافظ على رباطة جأشها ، كي لا يمتد حزنها إلى وجه أمها و كانت أحدى زوايا البيت ملاذها الوحيد ، فهي تجلس وحيدة مقابل صورة أبيها ، تحدثه عما يختلج في نفسها ،و تبكي ..
كثيراً ما كانت تبكي زهراء على فقدان والدها .. و كثيراً ما كانت تقف على ناصية الشارع تنتظر أية سيارة أجرى قد تقف لينزل منها والدها ، فتركض إليه مشتاقة مهنئة إياه بالسلامة ، و للتتعلق بساعده متهادية فرحة .. لكنها دوما كانت تعود وحدها ، متلفتة عدة مرات عند سماعها أي خطوة خلفها ..

حاولت والدتها أن تخفف عنها بأحادث مختلفة ، و بمتابعتها لدروسها ، لكن زهراء كانت تتخبط بين وجه الأستاذ ووجه أبيها و برنامج الامتحان ، و كلما همت بإخبار والدتها عن أمر البرنامج ، تجد نفسها تخبرها بمواضيع أخرى لا تمت إلى الامتحان بصلة ..

خيم الليل على وجهها الملائكي ، و غفت عينهاها على دموع الحنين إلى اللقاء و إلى جانب سريرها بطاقة برنامج الامتحان، خالية خانة ملاحظاتها من " إمضاء ولي الأمر " ..

و حملها النوم على صهوة الحلم ، كانت تبكي وحدها و تحمل برنامج الامتحان ، فامتدت يد على كتفها تربت عليها ، و جاءها صوت حلق قلبها لسماعه فرحاً :

- ما بك يا حبيبتي ، ما الذي يبكيك ؟

استدارت زهراء ، فرأت والدها ارتمت في حضنه ، شاكية " لقد طلب إلي الاستاذ أن توقع بطاقة برنامج الامتحان ، و لم استطع ان أخبره بأنك استشهدت .. "

فمسح السيد مجتبى على رأس ابنته برأفة و حنو : أين هي بطاقة الامتحان ، هاتِها لأوقعها لك ..

فسارعت زهراء بالبحث عن قلم أزرق ، فكانت كلما اختارت قلماً وجدته قلماً أخضر اللون ، فأعطته للشهيد " العائد " ليوقع اسمه و لتهدأ نفسها المضطربة من الصباح ..

استيقظت زهراء في الصباح الباكر و كان الحلم الجميل برؤية والدها يدغدغ احساسها بالسكينة .. هيأت نفسها للذهاب إلى المدرسة ، و كادت أن تنسة بطاقة الامتحان ، لكنها اقتربت من سريرها و حملتها ، قرأت في خانة الملاحظات جملة مكتوبة بالأحمر : " أنا ولي أمر التلميذة السيد مجتبى صالحي " و إلى جانبها إمضاءه ..
بسم الله الرحمن الرحيم
( وَ لَا تَحْسَبنَّ الَّذِينُ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ الله أَمْوَاتاً بَل أَحْيَاءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونْ )
صدق الله العظيم
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
التوقيع الأحمر ... الشهيد السيد مجتبى صالحي
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
ناد علياً مظهر العجائب تجده عوناً لك في النوائب :: سيف المقاومة والتحرير :: منتدى‏ «هداة الدرب»-
انتقل الى: