]الحديث عن واقعة 10 محرم 61هـ حديث طويل لا يكاد ينتهي إلا ليبدأ مرة أخرى ذلك أن حجم الآلام التي صاحبتها كانت أكبر من الحدث نفسه فقد كان على القديسة المعصومة زينب بنت علي (عليها السلام) الدور الأكبر لحماية ما تبقى من أهل البيت (عليهم السلام) وكان منهم الإمام علي بن الحسين (عليه السلام) الذي كان قد سلم من القتل بسبب مرضه الذي أراده الله سبحانه وتعالى له كي تستمر الإمامة التي بشر بها نبي الله محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) قبلاً.
والاحتفاء السنوي الذي يصادف قيامه لصالح إحياء ذكرى معركة كربلاء بقدر ما يثير ذلك في النفوس الإسلامية الحقة الفخر والاعتزاز وتجديد الألم على مصاب الإمام الحسين (عليه السلام) وعائلته المضحية وصحبه الأبرار فإن ما لا يفهمه من كل ذلك بعد هم أولئك الذين يفتقرون للتثقيف بمعاني الأحداث الكبرى التي مرت بالتاريخ والتي مر بها التاريخ أيضاً، ومن ذاك ملحمة ما أسفرت عنه أحداث كربلاء في ذاك اليوم الرهيب المشهود بالجريمة الكبرى التي نفذها رجالات بني أمية الأوباش وبعض المرتزقة والمنافقين المعادين للدين الإسلامي السماوي بشخوص أهل بيت نبيه محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) حيث الإمام الحسين (عليه السلام) وأخوته وأصحابه (عليهم السلام) الميامين المطمئني القلوب لكسب الجنة.
والنظرة الإيجابية والحيادية لمقولة الإمام جعفر الصادق (عليه السلام) الشهيرة: (كل يوم عاشوراء وكل ارض كربلاء) تقف اليوم كما ستكون في كل زمن قادم هي النبراس من أجل العمل لإحياء أفضل وتمسك أكثر بذكرى ملحمة الطف واستخلاص العبر منها. إذ المسلمون الحقيقيون يودعون اليوم ذكرى عاشوراء في قلوبهم على أمل أن يحيوها في السنة القادمة والسنين اللاحقة بها وبغاية مجردة لا تتعدى أكثر من قول الحق لما مضى والإخلاص لدين محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) لذلك يلاحظ أن عملية إحياء ملحمة عاشوراء لا يقوم بها مسلموا العالم فحسب بل يشاركهم بها حتى أصدقاء لهم من ذوي المعتقدات الأخرى إن لم تكن مشاركتهم بالحضور في مجالس الحسين (عليه السلام) فبرضاهم وتأييدهم لهذا الإحياء الذي أضحى تقليداً سنوياً يقوم به المسلمون في كل أنحاء العالم وإينما تواجدوا في ربوعه.
إن ملحمة كربلاء التي قادها الإمام الحسين (عليه السلام) تنطبق في معاييرها الأولى على أن إحياء ذكراها ينبغي أن يصاحبها إحياء ما يهدد الإسلام من اندثار وعلى أن يتم كل شيء بصورة سلمية لا تثير أي ضغائن وحري بالتذكير أن الوقائع الإسلامية الآن تبشر بأن التظاهر المغشوش بالإسلام هو في طريق الاندثار والصحوة على الدين الإسلامي المحمدي النقي آخذٌ بتركيز الأقدام على أرض الإيمان بالله سبحانه وتعالى وبرسالة نبيه محمد (صلى الله عليه وآله وسلم).