عن سُوَيد بن غَفلة قال: كنتُ عند أمير المؤمنين عليه السّلام إذ أتاه رجلٌ فقال: يا أمير المؤمنين، جئتك من وادي القُرى وقد مات خالد بن عرفطة. فقال له أمير المؤمنين عليه السّلام: إنّه لم يَمُت. فأعاد عليه الرجل، فقال عليه السّلام له: لم يَمُت. وأعرض عنه بوجهه، فأعاد عليه الثالث، فقال: سبحان الله! أُخبرك أنّه قد مات فتقول: لم يمت!
فقال عليّ عليه السّلام: والذي نفسي بيده، لا يموت حتّى يقود جيشَ ضلالة، يحمل رايته حبيبُ بن جمّاز.
قال: فسمع ذلك حبيب بن جّماز فأتى أميرَ المؤمنين عليه السّلام فقال له: أنشدُك اللهَ فيّ، فإنّي لك شيعة، وقد ذكرتَني بأمرٍ لاَ والله ـ لا أعرفه من نفسي. فقال له عليّ عليه السّلام: ومَن أنت ؟ قال: أنا حبيب بن جمّاز. فقال له عليّ عليه السّلام: إن كنتَ حبيبَ بن جمّاز فلا يحملُها غيرُك، أو فَلْتَحمِلنّها. فولّى عنه حبيب، وأقبل أمير المؤمنين عليه السّلام يقول: إنْ كنتَ حبيباً لَتَحملنّها.
قال أبو حمزة: فوَاللهِ ما مات خالد بن عرفطة حتّى بعث عمر بن سعد إلى الحسين بن عليّ عليهما السّلام، وجعل خالدَ بن عرفطة على مقدّمته، وحبيبَ بن جمّاز صاحبَ رايته.
*****************************************************
عن إبراهيم بن هاشم، عن عثمان بن عيسى، عن داود القطّان، عن إبراهيم يرفعه إلى أمير المؤمنين عليه السّلام أنّه قال: لو وجدت رجلاً ثقةً لَبعثتُ معه هذا المال إلى المدائن إلى شيعته، فقال رجلٌ من أصحابه في نفسه: لآتينّ أمير المؤمنين ولأقولَنّ له: أنا ذاهب به، فهو يثق بي، فإذا أخذته أخذتُ طريق الكرخة.
فقال: يا أمير المؤمنين، أنا أذهب بهذا المال إلى المدائن.
فرفع رأسه إليه ثمّ قال: إليك عنّي! حتّى تأخذ طريق الكرخة.