ناد علياً مظهر العجائب تجده عوناً لك في النوائب
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالبوابةالتسجيلأحدث الصوردخول

 

 كيف تصاغ وجدانيا ونفسيا بالحسين ؟

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
ibrahim aly awaly




ذكر
عدد الرسائل : 13
العمر : 77
تاريخ التسجيل : 05/03/2007

كيف تصاغ وجدانيا ونفسيا بالحسين ؟ Empty
مُساهمةموضوع: كيف تصاغ وجدانيا ونفسيا بالحسين ؟   كيف تصاغ وجدانيا ونفسيا بالحسين ؟ Icon_minitime1الخميس مارس 08, 2007 12:09 am

كيف تصاغ وجدانيا ونفسيا بالحسين ؟


إذا ما سلّمنا بهذه المقدمة واعتقدنا أن ذلك هو شأن الدين الإلهي لأنه الدين الذي يتنزل من الله سبحانه وتعالى،والله عز وجل هو الكامل ولا ينزل إلا الكامل وما هو كامل،لذلك فإن ثورة الحسين(ع)التي صاغه الوجدان المسلم صاغه بعدا من أبعادنا الإنسانية.

كما كناّ نحتاج إلى علي(ع)من أجل أن نصيغ بعدنا العقلي ويحدد منهجنا في التغيير السياسي والاجتماعي من خلال ما أخذه واتخذه من موقف بنى أصول العقيدة،وأحكم بنيانها ورسخ جذورها،وكنا نحتاج إلى فقه الباقر والصادق (ع)من أجل أن يصيغا مواقفنا العملية،لأننا بشر لنا أبعاد فعلية وحركية نحتاج إلى أن نضبط هذه الأبعاد بشكل مفصّل ومجزءو،كذلك كنا كبشر وكمسلمين أصحاب عقيدة ورؤية في الحياة،أن تصاغ وجدانيا ونفسيا،أي تصاغ في قلوبنا في مشاعرنا.

هذه الصياغة كان للحسين(ع)الدور الأكبر في ممارستها،وكان لثورة الحسين(ع) الدور الأكبر في تشكيل وجداننا الشيعي،وهذا الدور الذي مارسته هذه الثورة كان دورا ضروريا جدا،ومعنى ذلك أنه سيبقى نقص في حياتنا وفي وجودنا بل حتى في دينينا لو لم يأتي الحسين(ع)وينجز هذه الثورة العظيمة.

يمكن أن نبقى بشر لنا عقول نفكر بها ولنا أفعال نمارسها،ولكن لن تكون لنا قلوب نستشعر بها الحياة،ونستشعر بها مظلومية المظلوم،وقبح ما يفعله الظالم.

ولو لم تأتي ثورة الحسين(ع)لكان من المؤكد أن هذه الحرارة وهذا الشعور ما كان يمكن أن يوجد،وأدّل على ذلك أنك لا تجد مثل هذا الشعور عند من لا يكون حسينيا،ومن لا ينتمي للحسين ومن لا يتواصل مع الحسين(ع)ومن لا تستدر دمعته ذكرى الحسين(ع)لا يمكن أن يستقبح الظلم في حياته،بل تراه يساوق ويساوي بين الظالم والمظلوم،وفي أقل الحالات يسكت ويرضى بالظلم ويعتبره ممارسة لابد أن تقع في الحياة،ولابد أن يمارس هو دور التبرير لهذه الممارسة،بينما جاء الحسين(ع) ليقول لا،ليقول أن الظلم ليس شيئا مقبولا في حياة البشر الظلم خطأ،الظلم مسار في الناس لابد أن يصحح.

هذه القضية يدركها العقل البشري،والناس تتمتع بعقول أنعم الله عليها بها تدرك من خلالها هذه القضية،ولكن هذا لا يكفي لأن ينتزع الظلم من حياة البشر،ولا يكفي أيضا لردع الظالم عن ظلمه،إن الظالم كي يرتدع عن ظلمه لابد أن يكون عندي أنا الإنسان محرك يدفعني لمواجهتي محرّك يقول لي لابد أن تقول للظالم أن ما تفعله من ظلم هو خطأ ولا ينبغي أن يكون هذا البعد الذي كان لإمامنا الحسين(ع)الدور الأكبر في تحقيقه في شخصيتنا الدينية والمسلمة بطبيعة الحال،ما كنا لنتصور أنه يتحقق لولا الحسين(ع)،كنا بحاجة لهذه الصياغة الإلهية لذلك لا يمكن أن نضع ثورة الإمام الحسين(ع)كمشروع لثورة بشرية.

ربما تستفرد هذه الثورة الوحيدة بأنها الثورية الإلهية،قد تكون هناك ثورات إلهية ولكن فيها صياغة بشرية و فيها مسار بشري،بينما ثورة الحسين(ع)كان التخطيط وكان الإخبار وكانت الإرادة وكان التفاعل مع ثورة الحسين هو تفاعل مرسوم ضمن مسار إلهي يريد للبشرية أن ترتبط بهذه الثورة وأن ترى في هذه الثورة علامة استفهام كبيرة تغطي كل الواقع الإنساني ما دام ظالما فليمتد هذا الواقع فليكن الظلم حاكما على البشرية طوال تأريخها،لكن هناك فرق كبير بين أن يحكم الظلم تاريخ البشرية كلها وبين التسليم بهذا الظلم واعتباره أمرا مقبولا وبين أن يرفض ويقاوم ولا يقبل به،ما أرادت ثورة أبي الأحرار(ع)أن تحققه هو الأمر الثاني.

الظلم من شيم النفوس،وكما قال الله عز وجل أنه خلق ظلوما جهولا هذه طبيعة البشر وطبيعة الناس،ولكي يؤدبوا أنفسهم ولكي يغيروا ما بواقعهم،يحتاجوا إلى طبيعة ثانية.

أنا حينما يأتي إنسان ويعتدي عليّ أو يستثيرني بكلمة فإن طبيعتي الأولية تقتضي أن أوجهه بكل ما أمتلك من قدرات ومن طاقات،ولكن حينما يأتي الدين ليهذب فيّ طبيعة الغضب ويقول لي إستنفض غضبك،وفرّغ غضبك فيما يرضي الله عز وجل،وامسك غضبك في الموارد التي لا يريد الله سبحانه وتعالى أن تغضب فيها فهذه طبيعة ثانية يريد الدين أن يربيني عليها .

الظلم كذلك حالة أولية في البشر حالة تريد أن تستفرد بمجال الآخرين وبحقوق الآخرين،ومصادرة هذه الحقوق من أجل أن تثبت حقها وتوسع مجال حقها،يأتي الدين ليقول للإنسان عليك دائما أن تراعي أن حقوقك ترتبط بحقوق الآخرين.

فإذن ينبغي أن لا تسمح للآخرين أن يصادروا حقك أيضا كما يقول علي(ع) في كلمته الرائعة [الحق أوسع الأشياء في التواصف،وأضيقها في التناصف،لا يجري لأحد إلا جرى عليه،ولا يجري على أحد إلا جرى له]الحق ليس عملية أحادية ليس من حق العالم أن يطالب الجاهل بالاستماع ويقول ليس هناك من حق للجاهل عليه،المتعلم ينبغي أن يسكت ويستمع ثم يقول أنا أيضا عندي حق أن تعد الكلمة الجيدة التي تعطيني الفكرة الجديدة وتعطيني ما أحتاجه في حياتي لا أن تقدم لي سفسطة،وهذه من حقوق المتعلم على العالم.

لا يمكن أن نقول أن الحق شيء أحادي يطالب به من جهة سواء كانت هذه الجهة الحاكم أو المحكوم الغني أو الفقير الجاهل أو العالم.

وليس من حق الطرف الآخر أن يطالب به الحسين(ع)ذاك الفهم الخاطئ الذي أوصل المسلمين إلى حالة من التذمر وحالة من السقوط والانهيار ضمن مسار خاطئ كان يقوم على أن الخلافة والإمارة هي حق إلهي يفوّض إلى فرد من البشر يفعل في الناس ما يشاء فيكون هو المالك والحاكم،هذه الفكرة كانت ترسخ يوما بعد يوم إلى أن وصلت إلى أن تطبق بكل تفاصيلها في شخصية يزيد بن معاوية،الشخصية التي لا يوجد عليها زيادة،يعني إذا كان الآخرون قد تستروا بمظاهر تظهر شيئا من الدين،كان يزيد المتحلل كل التحلل،يزيد الصورة التي ليس فيها نقطة بيضاء .

لذلك أراد الحسين(ع) أن يقول للناس أنه إذا وصلت الأمور إلى هذا الحدّ فلا يمكن أن يبقى هناك أي مبرر للسكوت،لأنه لو سكت مثل الحسين(ع)لأصبح ذلك دينا يدان به بينما الحسين(ع) من خلال موقفه ومن خلال ثورته ميّز بشكل واضح ما هو الدين ما هو الشرع ما هو قول الله ما هو رسول الله(ص)وبين ما هو مكذوب ومنسوب إليه.

وبالفعل ابتدأت تلك المقولات التي تحاول أن تحرف عواطفنا بعدما حرفت العقول وبعد ما حرفت الممارسات،أصبح المجال مهيأ للقلوب والمشاعر أن تحرف اتجاهاتها،بمعنى أن يمسخ الإنسان المسلم بشكل كلي،وبتعبير آخر يصبح إمعة تقودها الحكام ويقودها المتسلطون،وهو لا يملك لنفسه قرارا ورأيا وربما هذا الواقع هو واقع المسلمين اليوم في النصيب الأكبر من المسلمين إلا ما استطاعت ثورة الحسين(ع)أن تستثنيه.

وإذا كان هناك استثناء من هذه القاعدة،وإذا كان مسلم يفكر وينتقد الواقع ويقول لماذا هذا هكذا ولماذا لا يكون هذا هكذا فإن ذلك ببركة ثورة الحسين(ع).

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
حنين

حنين


انثى
عدد الرسائل : 65
العمر : 44
تاريخ التسجيل : 14/02/2007

كيف تصاغ وجدانيا ونفسيا بالحسين ؟ Empty
مُساهمةموضوع: رد: كيف تصاغ وجدانيا ونفسيا بالحسين ؟   كيف تصاغ وجدانيا ونفسيا بالحسين ؟ Icon_minitime1الأحد مارس 18, 2007 7:48 pm

شكرا لك اخي الفاضل على هذا الموضوع القيم
جزاك الله كل خير وثقل الله ميزان حسناتك
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
كيف تصاغ وجدانيا ونفسيا بالحسين ؟
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
ناد علياً مظهر العجائب تجده عوناً لك في النوائب :: سيف الشيعة والإسلام :: منتدى ‏«الدين و الفقه الاسلامي »-
انتقل الى: