عن علي بن ابراهيم بن مهزيار قال : … دخلت ـ على الإمام القائم (ع) ـ فإذا أنا به جالس قد اتشح ببرده واتزر بأخرى وقد كسر بردته على عاتقه وهو كأقحوانة أرجوان قد تكاثف عليها الندى وأصابها ألم الهوى، وإذا هو كغصن بان أو قضيب ريحان، سمح سخي تقي نقي، ليس بالطويل الشامخ ولا بالقصير اللازق، بل مربوع القامة، مدور الهامة، صلت الجبين، أزج الحاجبين، أقنى الأنف، سهل الخدين، على خده الأيمن خال كأنه فتات مسك على رضراضة عنبر، فلما أن رأيته بدأته بالسلام، فرد عليّ أحسن ما سلمت عليه، وشافهني وسألني عن أهل العراق؟.
فقلت: سيدي قد ألبسوا جلباب الذلة وهم بين القوم أذلاء.
فقال لي:«يا ابن المازيار لتملكونهم كما ملكوكم، وهم يومئذ أذلاء».
فقلت: سيدي لقد بعد الوطن وطال المطلب.
فقال: «يا ابن المازيار، أبي أبو محمد عهد إليّ أن لا أجاور قوما غضب الله عليهم ولعنهم ولهم الخزي في الدنيا والآخرة و لهم عذاب أليم، وأمرني أن لاأسكن من الجبال إلا وعرها، ومن البلاد إلا عفرها، والله مولاكم، أظهر التقية فوكلها بي فأنا في التقية إلى يوم يؤذن لي فأخرج».
فقلت: يا سيدي، متى يكون هذا الأمر؟
فقال: «إذا حيل بينكم وبين سبيل الكعبة واجتمع الشمس والقمر واستدار بهما الكواكب والنجوم».
فقلت: متى يا ابن رسول الله؟
فقال لي: «في سنة كذا وكذا تخرج دابة الأرض من بين الصفا والمروة ومعه عصا موسى وخاتم سليمان يسوق الناس إلى المحشر».
قال: فأقمت عنده أياما وأذن لي بالخروج بعد أن استقصيت لنفسي، وخرجت نحو منزلي، والله لقد سرت من مكة إلى الكوفة ومعي غلام يخدمني فلم أر إلا خيرا وصلى الله على محمد وآله وسلم تسليما .
الصلاة في وقتها
عن الزهري قال: طلبت هذا الأمر طلبا شافيا حتى ذهب لي فيه مال صالح، فوقعت إلى العمري وخدمته ولزمته وسألته بعد ذلك عن صاحب الزمان (ع) قال لي: ليس إلى ذلك وصول فخضعت له، فقال لي: بكر بالغداة، فوافيت فاستقبلني ومعه شاب من أحسن الناس وجها وأطيبهم رائحة، وفي كمه شيء كهيئة التجار.
فلما نظرت إليه دنوت من العمري فأومأ إليه، فعدلت إليه، وسألته فأجابني عن كل ما أردت ثم مر ليدخل الدار، وكانت من الدور التي لا يكترث بها، فقال العمري: إن أردت أن تسأل سل فإنك لا تراه بعد ذا، فذهبت لأسأل فلم يستمع ودخل الدار وما كلمني بأكثر من أن قال:
«ملعون ملعون من أخر العشاء إلى أن تشتبك النجوم، ملعون ملعون من أخر الغداة إلى أن تنقضي النجوم» ودخل الدار.