urbaybe مشرف عام
عدد الرسائل : 97 تاريخ التسجيل : 14/02/2007
| موضوع: سيرة اهل البيت عليهم السلام الجمعة أبريل 06, 2007 12:24 pm | |
| السلام عليكم
سوف أقوم بعرض سيرة مختصرة عن أهل البيت
وبعض أقوال كل معصوم ولنبدأ
بسيد الخلق محمد (صلى الله عليه وآله وسلم):
(( الرســــــــــــــول الأعظم محمد بن عبد الله )) (( ص ))
الرسول الأعظم (ص) في سطور:
الاسم: محمد (ص)
الألقاب: حبيب الله، صفي الله، عبد الله، خاتم النبيين، إلى غيرها من الألقاب الكثيرة (14).
الكنية: أبو القاسم، وأبو الطاهر، وأبو الطيب، وأبو المساكين، وأبو الدرتين، وأبو الريحانتين، وأبو السبطين، وفي التوراة: أبو الأرامل، وكناه جبرئيل(ع) بأبي إبراهيم.
الأب: عبد الله.
الأم: آمنة بنت وهب.
الأجداد: عبد المطلب، بن هاشم، بن عبد مناف، بن قصي، بن كلاب، بن مرة، بن كعب، بن لؤي، بن غالب، بن فهر، بن مالك، بن النضر، ابن كنانة، بن خزيمة، بن مدركة، بن الياس، بن مضر، بن نزار، بن معد، بن عدنان. روي انه (ص) قال: «إذا بلغ نسبي إلى عدنان فأمسكوا». وكلهم كانوا مؤمنين بالله عزوجل، وهكذا جداته (ص) إلى آدم وحواء (ع).
محل الولادة: داره المباركة بمكة المكرمة.
زمان الولادة: عند طلوع الفجر من يوم الجمعة 17 ربيع الأول بعد قدوم الفيل بشهرين وستة أيام .
المرضعة: ثويبة عتيقة أبي لهب، ثم حليمة السعدية.
بعض المعاجز التي حدثت عند ولادته: حجب إبليس والشياطين عن السماوات السبع، سقوط جميع الأصنام على وجهها، وارتجس أيوان كسرى وانشق من وسطه وسقطت منه أربعة عشر شرفة، وغاضت بحيرة ساوة، وخمدت نار فارس ولم تخمد قبل ذلك ألف سنة، ورأى المؤبذان في تلك الليلة في المنام إبلاً صعاباً تقود خيلاً عراباً حتى عبرت دجلة وانسربت في بلادهم وانفصم طاق كسرى من وسطه وانخرقت عليه دجلة العوراء، وانتشر في تلك الليلة نور من قبل الحجاز ثم استطار حتى بلغ المشرق، ولم يبق سرير لملك من ملوك الدنيا إلا أصبح منكوساً والملك مخرساً لا يتكلم يومه ذلك، وانتزع علم الكهنة وبطل سحر السحرة، ولم تبق كاهنة في العرب إلا حجبت عن صاحبها .
بعض الأوصاف: كان (ص) وسيماً جميلاً عدلاً سوياً، يتلألأ وجهه تلألؤ القمر ليلة البدر، أطول من المربوع، وأقصر من المشذب، واسع الجبين، له نور يعلوه، قيل لأمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب (ع): صف لنا نبينا (ص) كأننا نراه، فإنا مشتاقون إليه، فقال (ع): «كان النبي (ص) أبيض اللون مشرباً بحمرة، أدعج العينين، سبط الشعر، كث اللحية، ذا وفرة، دقيق المسربة، كأنما عنقه إبريق فضة، يجري في تراقيه الذهب، له شعر من لبته إلى سرته كقضيب خيط إلى السرة، وليس في بطنه ولا صدره شعر غيره، شثن الكفين والقدمين، شثن الكعبين، إذا مشى كأنما ينقلع من صخر، إذا أقبل كأنما ينحدر من صبب، إذا التفت التفت جميعاً بأجمعه كله، ليس بالقصير المتردد، وبالطويل الممعط، وكان في وجهه تداوير، إذا كان في الناس غمرهم، كأنما عرقه في وجهه اللؤلؤ، عرقه أطيب من ريح المسك، ليس بالعاجز وباللئيم، أكرم الناس عشرة، وألينهم عريكة، وأجودهم كفاً، من خالطه بمعرفة أحبه، ومن رآه بديهه هابه، غرة بين عينيه، يقول ناعته: لم أر قبله ولا بعده مثله، صلى الله عليه وآله وسلم تسليما».
البعثة النبوية: يوم الاثنين 27 رجب، بعد أربعين سنة من مولده الشريف وقد تكامل واشتدت قواه (ص) .
الزوجات: خديجة (ع) ولم يتزوج عليها في حياتها (ع) بأخرى، ثم تزوج بعدها بأم سلمة، ومارية القبطية، وأم حبيبة، وعائشة، وحفصة وغيرها.
وفي (إعلام الورى) ذكر أزواجه (ص) كالتالي:
الأولى: خديجة بنت خويلد.
الثانية: سودة بنت زمعة.
الثالثة: عائشة بنت أبي بكر.
الرابعة: أم شريك، وأسمها غزية بنت دودان.
الخامسة: حفصة بنت عمر.
السادسة: أم حبيبة بنت أبي سفيان، وأسمها رملة.
السابعة: أم سلمة، وهي بنت عمته عاتكة بنت عبد المطلب، وقيل: هي عاتكة بنت عامر بن ربيعة من بني فراث بن غنم.
الثامنة: زينب بنت جحش.
التاسعة: زينب بنت خزيمة الهلالية.
العاشرة: ميمونة بنت الحارث.
الحادية عشرة: جويرية بنت الحارث من بني المصطلق.
الثانية عشرة: صفية بنت حي بن أخطب النضري.
وقد تزوج (ص) عالية بنت ضبيان وطلقها حين أدخلت عليه.
وقد تزوج قتيلة بنت قيس أخت الأشعث، فمات (ص) قبل أن يدخل بها وقيل إنه (ص) طلقها.
وتزوج فاطمة بنت الضحاك وخيرها حيث نزلت آية التخيير، فاختارت الدنيا وفارقها، وتزوج (ص) سني بنت الصلت فماتت قبل أن تدخل عليه، وتزوج (ص) أسماء بنت النعمان وطلقها ولم يدخل بها، وتزوج (ص) مليكة الليثية وسرحها ومتعها، وتزوج (ص) عمرة بنت يزيد وردها، وتزوج (ص) ليلى بنت الخطيم وأقالها، ومات (ص) عن عشر، واحدة لم يدخل بها، وقيل: عن تسع.
الأولاد: القاسم، عبد الله، إبراهيم، أم كلثوم، رقية، زينب، فاطمة، وكلهم من خديجة، وإبراهيم من مارية القبطية.
مدة العمر الشريف: 63 سنة.
تاريخ الوفاة: يوم الاثنين 28 صفر سنة 11 هجرية.
مكان الوفاة: في بيت فاطمة (ع) بالمدينة المنورة.
المدفن: في داره (ص) بالمدينة المنورة وهو اليوم في المسجد النبوي الشريف.
غسّله وكفّنه ودفنه: الإمام علي أمير المؤمنين (ع).
خليفته ووصيه والإمام من بعده: علي بن أبي طالب، ثم الحسن، ثم الحسين، ثم السجاد، ثم الباقر، ثم الصادق، ثم الكاظم، ثم الرضا، ثم الجواد، ثم الهادي، ثم العسكري، ثم المهدي المنتظر (صلوات الله عليهم أجمعين).
أعظم شخصية في التاريخ
لم تبرز على طول التاريخ شخصية مثل شخصية النبي محمد (ص) ؛ وذلك أولا لما شرفه الله عزوجل حيث اختاره من بين الخلق أجمعين وجعله سيد أنبيائه والمرسلين وأشرف المخلوقين من الأولين والآخرين.
وثانياً، لما قام به النبي الأكرم (ص) من تغييرات جذرية في التاريخ الإنساني، وقد اعتبر أحد الكتّاب الغربيين في كتابه (الخالدون المائة) الرسول الأعظم (ص) في المرتبة الأولى من عظماء التاريخ البشري، كما واعتبره أعظم شخصية في تاريخ العالم بما حققه من نجاح عظيم في إبلاغ رسالته وتأسيسه لدولة إسلامية كبيرة، وحضارة عريقة ظلت تغذي العالم بالعلم والمعرفة والعطاء لقرون عديدة، بل وستبقى خالدة إلى يوم يبعثون.
يقول الدكتور (مايكل هارث) أستاذ الرياضيات والفلك والفيزياء في الجامعات الأمريكية وخبير هيئة الفضاء الأمريكية:
«لقد اخترت محمداً أول هذه القائمة.. ولابد أن يندهش كثيرون لهذا الاختيار ومعهم حق في ذلك.. ولكن محمد هو الإنسان الوحيد في التاريخ الذي نجح نجاحاً مطلقاً على المستوى الديني والدنيوي.. وهو قد دعا إلى الإسلام ونشره كواحد من أعظم الديانات وأصبح قائداً سياسياً وعسكرياً ودينياً وبعد 13 قرناً من وفاته، فإن أثر محمد (ص) ما يزال قوياً متجدداً».
أخلاق رسول الله (ص)
من الأسس التي قامت عليها حركة الرسول الأعظم (ص) وانطلقت عبرها نحو النجاح، هي الأخلاق الرفيعة التي تمثلت في شخصية رسول الله (ص) ، حتى أثنى الله عزوجل على أخلاقه في القرآن الكريم، فقال سبحانه: (وإنك لعلى خلق عظيم).
وكان (ص) يقول في دعائه: «اللهم حسّن خُلقي».
ويقول (ص) : «اللهم جنبني منكرات الأخلاق».
فاستجاب الله تعالى دعاءه وأنزل عليه القرآن وأدَّبه به، فكان خُلقه القرآن، كما ورد في الروايات.
قال سعد بن هشام: دخلت على عائشة فسألتها عن أخلاق رسول الله (ص) ؟
فقالت: أما تقرأ القرآن.
قلت: بلى.
قالت: كان خلق رسول الله (ص) القرآن .
نعم، إنه (ص) أُدب بالقرآن وأدّب الخلق به، ومن هنا قال (ص) : «إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق». ))
بعض أقواله عليه الصلاة والسلام
الخطوة المحبوبة قال رسول الله (ص) : «ما من خطوة أحب إلى الله من خطوتين: خطوة يسد بها مؤمن صفا في سبيل الله، وخطوة يخطوها مؤمن إلى ذي رحم قاطع يصلها، وما من جرعة أحب إلى الله من جرعتين: جرعة غيظ يردها مؤمن بحلم، وجرعة جزع يردها مؤمن بصبر، وما من قطرة أحب إلى الله من قطرتين: قطرة دم في سبيل الله، وقطرة دمع في سواد الليل من خشية الله»
الشفاعة عن علي بن موسى الرضا (ع) عن أبيه عن آبائه عن أمير المؤمنين (ع) قال: «قال رسول الله (ص) : من لم يؤمن بحوضي فلا أورده الله حوضي، ومن لم يؤمن بشفاعتي فلا أناله الله شفاعتي، ـ ثم قال (ص) : ـ إنما شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي، فأما المحسنون فما عليهم من سبيل»
حب أهل البيت قال رسول الله (ص) : «حبي وحب أهل بيتي نافع في سبعة مواطن، أهوالهن عظيمة: عند الوفاة وفي القبر وعند النشور وعند الكتاب وعند الحساب وعند الميزان وعند الصراط» و الحمد لله رب العالمين
يتبع | |
|
urbaybe مشرف عام
عدد الرسائل : 97 تاريخ التسجيل : 14/02/2007
| موضوع: رد: سيرة اهل البيت عليهم السلام الجمعة أبريل 06, 2007 12:29 pm | |
| ثاني أهل البيت و أصحاب الكساء
(( الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام )) الاسم: علي (ع)
الألقاب: أمير المؤمنين، وهذا يختص به (ع) دون غيره. ومنها: يعسوب الدين، والمرتضى، والصدّيق الأكبر، والفاروق الأعظم، والولي، والوصي، و....
الكنى: أبو الحسن، أبو الحسين، أبو تراب، أبو الريحانتين، أبو السبطين، أبو شبّر، أبو النورين.
الأب: أبو طالب بن عبد المطلب بن هشام.
الأم: فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف.
الأجداد: عبد المطلب، بن هاشم، بن عبد مناف، بن قصي، بن كلاب، بن مرة، بن كعب، بن لؤي، بن غالب، بن فهر، بن مالك، بن نضر، ابن كنانة، بن خزيمة، بن مدركة، بن إلياس، بن مضر، بن نزار، بن معد، بن عدنان. وكلهم كانوا مؤمنين بالله عزوجل، وهكذا جداته إلى آدم وحواء(ع).
محل الولادة: الكعبة المعظمة، حيث لم يولد ولن يولد فيه أحد سواه من لدن آدم (ع) وإلى يوم القيامة وهذه فضيلة خصه الله تعالى بها إجلالاً لمحله ومنزلته وإعلاء لقدره.
زمان الولادة: يوم الجمعة 13رجب، بعد ثلاثين سنة من عام الفيل، وقبل البعثة النبوية بعشر سنوات.
مدة عمره الشريف: 63 سنة.
تاريخ استشهاده: ضرب بالسيف على رأسه في فجر 19/ شهر رمضان/ 40هـ وكان في محراب مسجد الكوفة يصلي إلى ربه، وانتقل إلى رحمة الله تعالى في ليلة الجمعة 21 من نفس الشهر.
قاتله: أشقى الأولين والآخرين ابن ملجم المرادي.
مدفنه: النجف الأشرف حيث مزاره الآن.
زوجاته: فاطمة الزهراء (ع) بنت رسول الله (ع)، ولم يتزوج عليها في حياتها، ومن بعدها تزوج بخولة بنت جعفر بن قيس الحنفية وأم حبيبة وأم البنين بنت حزام الكلابية وليلى بنت مسعود وأسماء بنت عميس الخثعمية وأم مسعود وأم سعيد بنت عروة بن مسعود الثقفية وامامة بنت أبي العاص وهي بنت زينب بنت رسول الله (ع)، وكان يوم قتله (ع) عنده أربع حرائر في نكاح وهن أمامة بنت أبي العاص وليلى بنت مسعود التميمية وأسماء بنت عميس الخثعمية وأم البنين الكلابية وأمهات أولاد ثمانية عشر أم ولد.
أولاده: من فاطمة الزهراء(ع): الحسن والحسين ومحسن وزينب وأم كلثوم، وقيل: وسكينة أيضاً.
المتولي لغسله وكفنه ودفنه: كان الإمام الحسن (ع) يغسله، والإمام الحسين (ع) يصب الماء عليه، وكان جبرائيل وميكائيل يحملان مقدم الجنازة والإمامين الحسن والحسين (ع) مؤخرها حتى وصلوا إلى النجف الأشرف ودفنوه في حفرته.
أول الناس إسلاماً
لقد كان أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) أول من آمن بالرسول (ع) من الرجال، وكانت أم المؤمنين خديجة أول امرأة آمنت به (ع).
وفي الحديث عن سلمان (ره) عن رسول الله(ع) قال: «أولكم وروداً على الحوض أولكم إسلاماً: علي بن أبي طالب».
وقال النبي (ع) لفاطمة (ع) : «زوجتكِ أقدمهم سلماً وأكثرهم علماً».
وروى الشيخ المفيد (ره) عن يحيى بن عفيف عن أبيه قال: كنت جالساً مع العباس بن عبد المطلب بمكة قبل أن يظهر أمر النبي (ع)، فجاء شاب فنظر إلى السماء حين تحلقت الشمس، ثم استقبل الكعبة فقام يصلي، ثم جاء غلام عن يمينه، ثم جاءت امرأة فقامت خلفهما، فركع الشاب فركع الغلام والمرأة، ثم رفع الشاب فرفعا، ثم سجد الشاب فسجدا، فقلت: يا عباس، أمر عظيم.
فقال العباس: أمر عظيم، أتدري من هذا الشاب؟ هذا محمد بن عبد الله ابن أخي.
أتدري من الغلام؟ هذا علي بن أبي طالب ابن أخي. أتدري من هذه المرأة؟ هذه خديجة بنت خويلد.إن ابن أخي هذا حدثني: إن ربه رب السماوات والأرض أمره بهذا الدين الذي هو عليه، ولا والله ما على ظهر الأرض على هذا الدين غير هؤلاء الثلاثة.
وعن أبي ذر الغفاري (ره) قال: سمعت رسول الله (ع) يقول لعلي (ع): «أنت أول من آمن بي، وأول من يصافحني يوم القيامة، وأنت الصدّيق الأكبر، وأنت الفاروق الذي يفرق بين الحق والباطل...».
أكثر الناس علماً
وقد ورد في الأخبار الكثيرة المعتبرة، المتواترة من طرق الخاصة والعامة، أن النبي(ع) قال: «أنا مدينة العلم وعلي بابها».
وقال علي أمير المؤمنين(ع) : «سلوني قبل أن تفقدوني فإني بطرق السماء أخبر منكم بطرق الأرض».
وقد قال رسول الله (ع): «أقضاكم علي».
في رواية أخرى عنه (ع): «..أعلمكم علي».
ومثلها عشرات الروايات التي ذكرها الفريقان في علم علي (ع) وفضائله، حيث يستفاد منها أن علي بن أبي طالب (ع) كان أعلم الناس بعد رسول الله(ع).
وكان (ع) ملجأ لتفسير القرآن ولفهم الأحكام الشريعة الإسلامية، وكان هو المرجع دون غيره حينما كان يختلف المسلمون فيما بينهم، حتى أن عمر بن الخطاب صرح في عشرات المواضع لعلها تبلغ السبعين بقوله المشهور: «لولا علي لهلك عمر».
المجاهد الأكبر
كان الإمام علي بن أبي طالب (ع) هو الأول في جهاده ودفاعه عن رسول الله (ع) في الحروب والغزوات، فلا أحد من المسلمين يصل إليه في هذه الفضيلة، ولم يدع ذلك أحد.
فقد قتل في غزوة بدر الكبرى صناديد العرب وشجعان المشركين وفرسانهم، فإن نصف قتلى المشركين في تلك المعركة قُتلوا على يده (ع) والنصف الآخر على يد سائر المسلمين والملائكة التي نزلت لنصرتهم.
وفي غزوة أحد كان هو في رأس الصامدين الذين لم يفروا بل بقوا يحمون رسول الله(ع) حتى أثخن بالجراح وقتل أبطال المشركين وصناديدهم فنادى جبرئيل(ع) بين الأرض والسماء: «لا سيف إلا ذو الفقار ولا فتى إلا علي».
وفي يوم الأحزاب (الخندق) قال رسول الله(ع) في حقه حينما قتل عمرو بن عبد ود فوقع الفتح والظفر للمسلمين: «ضربة علي يوم الخندق أفضل من عبادة الثقلين».
وقال (ع): «لمبارزة علي بن أبي طالب (ع) لعمرو بن عبد ود يوم الخندق أفضل من أعمال أُمتي إلى يوم القيامة».
وفي غزوة خيبر قتل مرحب اليهودي وأخذ باب الحصن فقلعها بيده الشريفة وقذفها مسافة أربعين ذراعاً ولم يقدر على رفعها خمسون نفراً، وكان النصر على يديه (صلوات الله عليه).
وفي غزوة حنين خرج رسول الله(ع) في عشرة آلاف مقاتل فتعجب البعض من كثرتهم فحسدهم وانهزم جيش المسلمين على كثرتهم، ولم يبق مع الرسول(ع) إلا نفر قليل كان على رأسهم علي بن أبي طالب (ع) فجاهد بشجاعة لم ير مثلها، وقاتل جيوش المشركين إلى أن هزمهم وبعد ذلك رجع المسلمون المنهزمون.
إلى غيرها من الغزوات التي كتب الله النصر للمسلمين فيها ببركة الإمام علي بن أبي طالب (ع) المباركتين.
الأمام الأول
كان الإمام علي بن أبي طالب (ع) هو الخليفة الأول لرسول الله (ع) حيث نص الرسول (ع) على خلافته وإمامته من بعده كراراً ومراراً، وأخذ البيعة من المسلمين على ذلك، ولكن بعض المسلمين تآمروا بعد الرسول (ع) وانقلبوا على أعقابهم، فتركوا علياً (صلوات الله عليه) وأجبروا المسلمين على بيعة من عينوه، كما أجبروا علياً(ع) على البيعة لكنه لم يبايع، وكان يقول: إني أحق بهذا الأمر منكم.
ومما يدل على خلافة الإمام وإمامته (ع) مضافاً إلى أفضليته على جميع الخلق بعد رسول الله (ع) وكونه الأعلم والأفقه والأقضى، أحاديث كثيرة رواها الفريقان، نشير إلى بعضها:
عن قيس عن أبي هارون قال: أتيت أبا سعيد الخدري فقلت له: هل شهدت بدرا؟
قال: نعم.
قال سمعت رسول الله (ع) يقول لفاطمة(ع) وقد جاءته ذات يوم تبكي وتقول: يا رسول الله عيرتني نساء قريش بفقر علي!.
فقال لها النبي (ع): أما ترضين يا فاطمة أني زوجتك أقدمهم سلما وأكثرهم علما، إن الله تعالى اطلع إلى أهل الأرض اطلاعة فاختار منهم أباك فجعله نبيا، واطلع إليهم ثانية فاختار منهم بعلك فجعله وصيا، وأوحى الله إليّ أن أنكحك إياه، أما علمت يا فاطمة أنك لكرامة الله إياك زوجك أعظمهم حلما وأكثرهم علما وأقدمهم سلما، فضحكت فاطمة (ع) واستبشرت.
فقال رسول الله (ع) : «يا فاطمة إن لعلي ثمانية أضراس قواطع لم يجعل الله لأحد من الأولين والآخرين مثلها، هو أخي في الدنيا والآخرة وليس ذلك لأحد من الناس، وأنت يا فاطمة سيدة نساء أهل الجنة زوجته، وسبطا الرحمة سبطاي ولده، وأخوه المزين بالجناحين في الجنة يطير مع الملائكة حيث يشاء، وعنده علم الأولين والآخرين، وهو أول من آمن بي وآخر الناس عهدا بي، وهووصيي ووارث الوصيين».
و الحمد لله رب العالمين
ومن بعض أقواله عليع السلام:
إليكم إخوتي بعض أقاويل و ألقاب عن أمير المؤمنين (( ع ))
(( توصية الفقهاء والحكماء ))
قال أمير المؤمنين (ع): «كانت الفقهاء والحكماء إذا كاتب بعضهم بعضا، كتبوا بثلاث ليس معهن رابعة: من كانت الآخرة همه كفاه الله همه من الدنيا، ومن أصلح سريرته أصلح الله علانيته، ومن أصلح فيما بينه وبين الله أصلح الله فيما بينه وبين الناس».
دع ما لا يعنيك
مرّ أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) برجل يتكلم بفضول الكلام فقال: «يا هذا إنك تملي على كاتبيك كتاباً إلى ربك فتكلم بما يعنيك ودع ما لا يعنيك».
لا غنى كالعقل
وقال (ع): «صدر العاقل صندوق سره، ولا غنى كالعقل، ولا فقر كالجهل، ولا ميراث كالأدب، ولا مال أعود من العقل، ولا عقل كالتدبير».
من آثار الجهل
وقال (ع): «الناس أعداء لما جهلوا».
بين العقل والجهل
وقال (ع): «لا عدة أنفع من العقل، ولا عدو أضر من الجهل».
القدر ومعناه
وقال (ع) عندما سئل عن القدر: «طريق مظلم فلا تسلكوه، وبحر عميق فلا تلجوه، وسر الله فلا تتكلفوه».
إلى شيعته
وقال (ع) لشيعته: «كونوا في الناس كالنحلة في الطير، ليس شيء من الطير إلا وهو يستضعفها، ولو يعلمون ما في أجوافها من البركة لم يفعلوا ذلك بها، خالطوا الناس بألسنتكم وأجسادكم، وزايلوهم بقلوبكم وأعمالكم، لكل امرئ ما اكتسب وهو يوم القيامة مع من أحب».
الدنيا والزهد فيها
وقال (ع): «ازهدوا في هذه الدنيا التي لم يتمتع بها أحد كان قبلكم، ولا تبقى لأحد من بعدكم، سبيلكم فيها سبيل الماضين، قد تصرمت وآذنت بانقضاء، وتنكر معروفها، فهي تخبر أهلها بالفناء، وسكانها بالموت، وقد أمرّ منها ما كان حلواً، وكدر منها ما كان صفواً، فلم تبق منها إلا سملة كسملة الإداوة، أو جرعة الإناء، لو تمززها العطشان لم ينقع بها، فازمعوا بالرحيل من هذه الدار المقدور على أهلها الزوال، الممنوع أهلها من الحياة، المذللة فيها أنفسهم بالموت، فلا حي يطمع في البقاء، ولا نفس إلا مذعنة بالمنون، ولا يعللكم الأمل، ولا يطول عليكم الأمد، ولا تغروا منها بالآمال. ولو حننتم حنين الوله العجال، ودعوتم مثل حنين الحمام، وجأرتم جأر متبتلي الرهبان، وخرجتم إلى الله تعالى من الأموال والأولاد، التماس القربة إليه في ارتفاع درجة عنده، أو غفران سيئة أحصتها كتبته وحفظتها ملائكته لكان قليلاً فيما أرجو لكم من ثوابه، وأتخوف عليكم من عقابه، جعلنا الله وإياكم من التائبين العابدين»
الاستعداد للموت
وقال (ع): «كم من غافل ينسج ثوباً ليلبسه وإنما هو كفنه، ويبني بيتاً ليسكنه وإنما هو موضع قبره»، وقيل لأمير المؤمنين (ع): ما الاستعداد للموت؟ قال: «أداء الفرائض واجتناب المحارم والاشتمال على المكارم، ثم لا يبالي أوقع على الموت أم وقع الموت عليه، والله ما يبالي ابن أبي طالب أوقع على الموت أم وقع الموت عليه»، وقال أمير المؤمنين (ع) في بعض خطبه: «أيها الناس، إن الدنيا دار فناء والآخرة دار بقاء، فحذوا من ممركم لمقركم، ولا تهتكوا أستاركم عند من لا يخفى عليه أسراركم، واخرجوا من الدنيا قلوبكم من قبل أن تخرج منها أبدانكم، ففي الدنيا حييتم ـ حبستم ـ وللآخرة خلقتم، وإنما الدنيا كالسم يأكله من لا يعرفه، إن العبد إذا مات قالت الملائكة: ما قدم، وقال الناس: ما أخر، فقدموا فضلاً يكن لكم، ولا تؤخروا كلاً يكن عليكم، فإن المحروم من حرم خير ماله، والمغبوط من ثقل بالصدقات والخيرات موازينه، وأحسن في الجنة بها مهاده، وطيب على الصراط مسلكه»(
يتبع | |
|
urbaybe مشرف عام
عدد الرسائل : 97 تاريخ التسجيل : 14/02/2007
| موضوع: رد: سيرة اهل البيت عليهم السلام الجمعة أبريل 06, 2007 12:32 pm | |
| ثالث أهل البيت و أصحاب الكساء
(( الصديقة الطاهرة فاطمة الزهراء (ع) ))
الاسم: فاطمة (ع). ومن ألقابها (ع): الصديقة، المباركة، الطاهرة، الزكية، الرضية، المرضية، المحدثة، الزهراء، البتول، الحوراء، الحرة، السيدة، العذراء، مريم الكبرى، الصديقة الكبرى، ويقال لها في السماء: النورية، السماوية، الحانية. الكنية: أم أبيها، أم الحسنين، أم الحسن، أم الحسين، أم المحسن، أم الأئمة. الأب: رسول الله محمد. الأم: السيدة خديجة الكبرى(ع).
زمان الولادة: 20/ جمادى الثانية/ 5 سنوات بعد البعثة . مكان الولادة: مكة المكرمة. الزوج: الإمام أمير المؤمنين. الأولاد: الحسن، الحسين، زينب، أم كلثوم، محسن السقط.
مدة العمر: 18 سنة وسبعة أشهر. زمان الاستشهاد: بعد وفاة الرسول (ص) بـ 40 أو 72 أو 75 أو 90 يوماً، وقيل أربعة أشهر. مكان الاستشهاد: المدينة المنورة. المدفن: المدينة المنورة، لكن لا يعلم أين موضع قبرها وذلك عملاً بوصيتها لتبقى ظلامتها . قام بتغسيلها وتكفينها ودفنها: الإمام علي بن أبي طالب (ع) .
الولادة المباركة عن المفضل بن عمر قال: قلت لأبي عبد الله (ع) : كيف كان ولادة فاطمة(ع) ؟ فقال (ع) : «نعم، إن خديجة لما تزوج بها رسول الله (ص) هجرتها نسوة مكة، فكن لا يدخلن عليها ولا يسلمن عليها ولا يتركن امرأة تدخل عليها، فاستوحشت خديجة لذلك، وكان جزعها وغمها حذراً عليه (ص) ، فلما حملت بفاطمة، كانت فاطمة (ع) تحدثها من بطنها وتصبرها، وكانت تكتم ذلك من رسول الله (ص) ، فدخل رسول الله (ص) يوماً فسمع خديجة تحدث فاطمة، فقال لها: يا خديجة من تحدثين؟ قالت: الجنين الذي في بطني يحدثني ويؤنسني. قال: يا خديجة هذا جبرئيل يخبرني [يبشرني] أنها أنثى وإنها النسلة الطاهرة الميمونة، وإن الله تبارك وتعالى سيجعل نسلي منها، وسيجعل من نسلها أئمة، ويجعلهم خلفاءه في أرضه بعد انقضاء وحيه».
تفسير بعض ألقابها(ع) عن يونس أنه قال: «..قال أبو عبد الله (ع) : أتدري أي شيء تفسير فاطمة؟» قلت: أخبرني يا سيدي، قال: «فطمت من الشر». وقد روت الخاصة والعامة بطرق معتبرة أن النبي (ص) قال: «إنما سميت فاطمة فاطمة لأن الله عزوجل فطم من أحبها من النار».
وفي رواية أن النبي (ص) سئل ما البتول؟ فقال (ص):«البتول التي لم تر حمرة قط». قال العلامة المجلسي (ره) : إن الصديقة بمعنى المعصومة. والمباركة: بمعنى كونها ذات بركة في العالم والفضل والكمالات والمعجزات والأولاد. والطاهرة: بمعنى طهارتها من صفات النقص. والزكية: بمعنى نموها في الكمالات والخيرات. والراضية: بمعنى رضاها بقضاء الله تعالى. والمرضية: بمعنى مقبوليتها عند الله تعالى. والمحدثة: بمعنى حديث الملائكة معها. والزهراء: بمعنى نورانيتها ظاهراً وباطناً .
من فضائلها (ع) في الحديث القدسي عن الله عزوجل: «لولاك لما خلقت الأفلاك، ولولا علي لما خلقتك، ولولا فاطمة لما خلقتكما». وعن الرسول (ص) أنه قال: «فاطمة بضعة مني، من سرها فقد سرني، ومن ساءها فقد ساءني، فاطمة أعز الناس عليّ». وعن عائشة أنها قالت: (ما رأيت من الناس أحداً أشبه كلاماً وحديثاً برسول الله (ص) من فاطمة، كانت إذا دخلت عليه رحب بها، وقبّل يديها، وأجلسها في مجلسه، فإذا دخل عليها قامت إليه فرحبت به وقبّلت يديه). وعن رسول الله (ص) : «لو كان الحُسن هيئة لكانت فاطمة، بل هي أعظم، إن فاطمة ابنتي خير أهل الأرض عنصراً وشرفاً وكرماً». وعن فاطمة الزهراء (ع): «إن الله تعالى خلق نوري وكان يسبح الله جل جلاله ثم أودعه شجرة من شجر الجنة فأضاءت». وعن الإمام الصادق (ع) : «لولا أن أمير المؤمنين تزوجها لما كان لها كفؤ إلى يوم القيامة على وجه الأرض، آدم فمن دونه». وعن الإمام الكاظم (ع) : «لا يدخل الفقر بيتاً فيه اسم محمد أو أحمد أو علي أو الحسن أو الحسين.. أو فاطمة من النساء». وعن الإمام الحجة (ع) : «وفي ابنة رسول الله لي أسوة حسنة» الحديث. وقد استدل الفقهاء بهذه الأحاديث على أفضلية فاطمة الزهراء (ع) على جميع الخلق من الأنبياء والأولياء وغيرهم، عدا أبيها رسول الله (ص) وبعلها أمير المؤمنين (ع)
عبادتها (ع) عن الإمام الحسن (ع) أنه قال: «رأيت أمي فاطمة(ع) قائمة في محرابها ليلة الجمعة، فلم تزل راكعة ساجدة حتى انفلق عمود الصبح، وسمعتها تدعو للمؤمنين والمؤمنات وتسمّيهم وتكثر الدعاء لهم ولا تدعو لنفسها بشيء، فقلت: يا أماه لم تدعي لنفسك كما تدعين لغيرك؟، قالت: يا بني الجار ثم الدار». وقال رسول الله (ص) لسلمان: «يا سلمان، ابنتي فاطمة ملأ الله قلبها وجوارحها إيمانا إلى مشاشها تفرغت لطاعة الله» الحديث. وقال الحسن البصري: إنه ما كان في الدنيا أعبد من فاطمة(ع) كانت تقوم حتى تتورم قدماها.
الأعمال البيتية عن الإمام الصادق (ع) أنه قال: «رأى النبي (ص) فاطمة (ع) وعليها كساء من أجلة(25) الإبل، وهي تطحن بيديها، وترضع ولدها، فدمعت عينا رسول الله (ص) ، فقال: يا بنتاه تعجلي مرارة الدنيا بحلاوة الآخرة. فقالت: يا رسول الله، الحمد لله على نعمائه والشكر على آلائه، فأنزل الله: (( ولسوف يعطيك ربك فترضى)).
وعن أمير المؤمنين (ع) : «إنها (ع) كانت عندي... وأنها استقت بالقربة حتى أثر في صدرها، وطحنت بالرحى حتى مجلت يداها، وكسحت البيت حتى اغبرت ثيابها، وأوقدت النار تحت القدر حتى دكنت ثيابها، فأصابها من ذلك ضرر شديد..».
الحجاب كرامة المرأة عن جعفر بن محمد (ع) أنه قال: «استأذن أعمى على فاطمة (ع) فحجبته، فقال لها النبي (ص) : لم تحجبينه، وهو لا يراك؟ قالت (ع): يا رسول الله إن لم يكن يراني فإني أراه وهو يشم الريح. فقال رسول الله (ص) : أشهد أنك بضعة مني». وقال (ع) : «سأل رسول الله (ص) أصحابه: عن المرأة ما هي؟ قالوا: عورة. قال: فمتى تكون أدنى من ربها؟ فلم يدروا. فلما سمعت فاطمة ذلك، قالت: «أدنى ما تكون من ربها أن تلتزم قعر بيتها»، فقال رسول الله (ص) : «إن فاطمة بضعة مني» . وقال النبي (ص) لها: «أي شيء خير للمرأة؟». قالت: «أن لا ترى رجلاً ولا يراها رجل»، فضمها إليه وقال: «ذرية بعضها من بعض».
تسبيح الزهراء (ع) قد كثرت الأحاديث في فضل تسبيح فاطمة الزهراء (ع) وثوابه، ومنها ما جاء عن الإمام الباقر (ع) قال: «ما عبد الله بشيء أفضل من تسبيح فاطمة الزهراء(ع) ولو كان شيء أفضل منه لنحله رسول الله (ص) فاطمة، إن تسبيح فاطمة الزهراء (ع) في كل يوم دبر كل صلاة، أحب إليَّ من صلاة ألف ركعة في كل يوم». وقال الإمام الصادق (ع) : «يا أبا هارون، إنا لنأمر صبياننا بتسبيح فاطمة(ع) كما نأمرهم بالصلاة فالزمه فإنه ما لزمه عبد فشقي».
أما كيفية تسبيح الزهراء (ع) أن تقول: أربعاً وثلاثين مرة (الله أكبر)، وثلاثاً وثلاثين مرة (الحمد لله)، وثلاثاً وثلاثين مرة (سبحان الله)، فيكون المجموع مائة، والدوام عليه يوجب السعادة ويبعد الإنسان عن الشقاء وسوء العاقبة كما ورد في بعض الروايات.
دعاء لرفع الحمى روي عن فاطمة الزهراء (ع) أنها قالت ـ مخاطبة سلمان الفارسي (ره) ـ : «إن سرك أن لا يمسك أذى الحمى ما عشت في دار الدنيا، فواظب عليه» أي الدعاء. ثم قال سلمان: علمتني هذا الحرز، فقالت: «بسم الله الرحمن الرحيم، بسم الله النور، بسم الله نور النور، بسم الله نور على نور، بسم الله الذي هو مدبر الأمور، بسم الله الذي خلق النور من النور، الحمد لله الذي خلق النور من النور، وأنزل النور على الطور، في كتاب مسطور، في رق منشور، بقدر مقدور، على نبي محبور، الحمد لله الذي هو بالعز مذكور، وبالفخر مشهور، وعلى السراء والضراء مشكور، وصلى الله على سيدنا محمد وآله الطاهرين». قال سلمان: فتعلمتهن فوالله ولقد علمتهن أكثر من ألف نفس من أهل المدينة ومكة ممن بهم علل الحمى فكل برئ من مرضه بإذن الله تعالى.
صلاة الاستغاثة بها (ع) وقد روي أنه «إذا كانت لك حاجة إلى الله وضقت بها ذرعاً، فصل ركعتين، فإذا سلمت كبّر ثلاثاً وسبح تسبيح فاطمة (ع) ثم اسجد وقل مائة مرة: (يا مولاتي فاطمة أغيثيني) ثم ضع خدك الأيمن على الأرض وقل كذلك، ثم ضع خدك الأيسر على الأرض وقل كذلك، ثم عد إلى السجود وقل كذلك مائة مرة وعشر مرات، واذكر حاجتك تقضى» .
الحج والعمرة قبل النوم روي عن فاطمة الزهراء(ع) أنها قالت: «دخل عليّ رسول الله (ص) وقد افترشت فراشي للنوم، فقال لي: يا فاطمة لا تنامي إلا وقد عملت أربعة، ختمت القرآن، وجعلت الأنبياء شفعاءك، وأرضيت المؤمنين عن نفسك، وحججت واعتمرت!. فقلت: يا رسول الله أمرت بأربعة لا أقدر عليها في هذا الحال. فتبسم (ص) وقال: إذا قرأت ] قل هو الله أحد[ ثلاث مرات فكأنك ختمت القرآن، وإذا صليت عليّ وعلى الأنبياء قبلي كنا شفعائك يوم القيامة، وإذا استغفرت للمؤمنين رضوا كلهم عنك، وإذا قلت: «سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر» فقد حججت واعتمرت.
شهادتها (عليه السلام) تُعد أكبر مصيبة في تاريخ الإسلام فقد رسول الله (ص) والذي تلته شهادة الزهراء (ع). وقد كان رسول الله (ص) يصف ابنته فاطمة (ع) بأنها (ع) بضعة منه (ص) وأنها أم أبيها، وقد قال (ص) مراراً وتكراراً: فداها أبوها.. ولكن القوم لم يراعوا فيها حق رسول الله (ص) ولا حقها، حيث جرت على فاطمة الزهراء (ع) مصائب عظيمة وجليلة. حيث هجم الثاني ـ بأمر الأول ـ مع مجموعة من الأوباش على دارها، وقد جمعوا حطباً، فأمر بحرق الدار ثم ضرب برجله الباب، ولما أحس بأن فاطمة الزهراء (ع) لاذت وراء الباب عصرها (ع) بين الحائط والباب حتى انكسر ضلعها وأسقطت جنينها الذي سماه رسول الله (ص) محسناً، ولكزها الملعون قنفذ بنعل السيف، وضربها بالسوط على عضدها حتى صار كمثل الدملج، فمرضت (ع) مرضاً شديداً، ومكثت أربعين ليلة في مرضها، وقيل 75 يوماً، وقيل 90 يوماً، وهي تعاني من آلامها وتشكو إلى الله من ظلمها، ومن بعد ذلك توفيت شهيدة مظلومة، وقد أوصت بأن يخفى قبرها ولا يحضر جنازتها من ظلمها، وبذلك أثبتت ظلامتها وظلامة بعلها أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) وفضحت الظالمين والغاصبين للخلافة إلى يوم القيامة.
صبت علي مصائب لو أنها * صبت على الأيام صرن لياليا
ومن أقوالها عليها السلام:
نحن الوسيلة قالت السيدة فاطمة الزهراء (ع): «واحمدوا الذي لعظمته ونوره يبتغي من في السماوات والأرض إليه الوسيلة، ونحن وسيلته في خلقه، ونحن خاصته ومحل قدسه، ونحن حجته في غيبه ونحن ورثة أنبيائه».
خالص العبادة وقالت (ع): «من أصعد إلى الله خالص عبادته أهبط الله عزوجل له أفضل مصلحته»(59).
أكرموا النساء وقالت (ع): «خياركم ألينكم مناكبه وأكرمهم لنسائهم».
وفي نصرة الحق وعن أبي محمد (ع) قال: «قالت فاطمة (ع) وقد اختصم إليها امرأتان فتنازعتا في شيء من أمر الدين، إحداهما معاندة والأخرى مؤمنة، ففتحت على المؤمنة حجتها فاستظهرت على المعاندة ففرحت فرحاً شديداً، فقالت فاطمة (ع): إن فرح الملائكة باستظهارك عليها أشد من فرحك، وإن حزن الشيطان ومردته بحزنها عنك أشد من حزنها، وإن الله عزوجل قال للملائكة: أوجبوا لفاطمة بما فتحت على هذه المسكينة الأسيرة من الجنان ألف ألف ضعف مما كنت أعددت لها، واجعلوا هذه سنة في كل من يفتح على أسير مسكين فيغلب معانداً مثل ألف ألف ما كان معداً له من الجنان».
البشر في وجه المؤمن وقالت (ع): «البشر في وجه المؤمن يوجب لصاحبه الجنة، والبشر في وجه المعاند المعادي يقي صاحبه عذاب النار».
أبوا هذه الأمة وقالت (ع): «أبوا هذه الأمة محمد وعلي، يقيمان أودهم، وينقذانهم من العذاب الدائم إن أطاعوهما، ويبيحانهم النعيم الدائم إن وافقوهما».
من شروط قبول الصيام وقالت (ع): «ما يصنع الصائم بصيامه إذا لم يصن لسانه وسمعه وبصره وجوارحه».
لا عذر بعد يوم الغدير ولما مُنعت (ع) من فدك وخاطبت القوم...، قالوا لها: يا بنت محمد، لو سمعنا هذا الكلام منك قبل بيعتنا لأبي بكر ما عدلنا بعلي أحداً، فقالت (ع): «وهل ترك أبي يوم غدير خم لأحد عذراً».
من هو الشيعي؟ وقال رجل لامرأته: اذهبي إلى فاطمة بنت رسول الله (ص) فسليها عني أنا من شيعتكم أو لست من شيعتكم؟ فسألتها، فقالت (ع): «قولي له: إن كنت تعمل بما أمرناك، وتنتهي عما زجرناك عنه، فأنت من شيعتنا وإلا فلا». فرجعت فأخبرته فقال: يا ويلي ومن ينفك من الذنوب والخطايا؟ فأنا إذاً خالد في النار، فإن من ليس من شيعتهم فهو خالد في النار. فرجعت المرأة فقالت لفاطمة (ع) ما قال زوجها. فقالت فاطمة (ع): «قولي له: ليس هكذا، [فإن] شيعتنا من خيار أهل الجنة، وكل محبينا وموالي أوليائنا ومعادي أعدائنا والمسلم بقلبه ولسانه لنا ليسوا من شيعتنا إذا خالفوا أوامرنا ونواهينا في سائر الموبقات، وهم مع ذلك في الجنة، ولكن بعدما يطهّرون من ذنوبهم بالبلايا والرزايا، أو في عرصات القيامة بأنواع شدائدها، أو في الطبق الأعلى من جهنم بعذابها إلى أن نستنقذهم بحبنا منها وننقلهم إلى حضرتنا».
تعليم المسائل الشرعية وعن الإمام الحسن العسكري (ع) قال: «وحضرت امرأة عند الصديقة فاطمة الزهراء (ع) فقالت: إن لي والدة ضعيفة وقد لبس عليها في أمر صلاتها شيء وقد بعثتني إليك أسألك، فأجابتها فاطمة (ع) عن ذلك. ثم ثنت، فأجابت، ثم ثلثت فأجابت إلى أن عشرت، فأجابت ثم خجلت من الكثرة، فقالت: لا أشق عليك يا بنت رسول الله. قالت فاطمة (ع): هاتي وسلي عما بدا لك، أرأيت من اكترى يوماً يصعد إلى سطح بحمل ثقيل وكرائه مائة ألف دينار أيثقل عليه؟ فقالت: لا. فقالت: اكتريت أنا لكل مسالة بأكثر من ملئ ما بين الثرى إلى العرش لؤلؤا فأحرى أن لا يثقل عليّ»
يتبع | |
|
urbaybe مشرف عام
عدد الرسائل : 97 تاريخ التسجيل : 14/02/2007
| موضوع: رد: سيرة اهل البيت عليهم السلام الجمعة أبريل 06, 2007 12:34 pm | |
| رابع أهل البيت و أصحاب الكساء
(( الإمام الحسن المجتبى (ع) ) الاسم: الحسن (ع) .
الأب: الإمام علي بن أبي طالب (ع) .
الأم: السيدة فاطمة الزهراء (ع) بنت رسول الله (ص) .
الكنية: أبو محمد وأبو القاسم.
الألقاب: السيد، السبط، الأمير، الحجة، البر، التقي، الأثير، السبط الأول، الزكي، المجتبى، الزاهد، و....
بعض أوصافه (ع) : كان أبيض مشربا بحمرة، أدعج العينين، سهل الخدين، دقيق المسربة، كث اللحية، ذا وفرة، كأن عنقه إبريق فضة، عظيم الكراديس، بعيد ما بين المنكبين، ربعة ليس بالطويل ولا بالقصير، من أحسن الناس وجهاً، وكان يخضب بالسواد، وكان جعد الشعر حسن البدن.
تاريخ الولادة: ليلة الثلاثاء، ليلة النصف من شهر رمضان المبارك، السنة الثالثة من الهجرة النبوية الشريفة.
مكان الولادة: المدينة المنورة.
مدة العمر: 47 عاماً.
تاريخ الشهادة: 7 صفر، عام 50 للهجرة، وقيل: سنة تسع وأربعين، وقيل سنة إحدى وخمسين، وقيل: سنة سبع وأربعين للهجرة.
مكان الشهادة: المدينة المنورة.
القاتل: جعدة بنت الأشعث بن قيس، وقيل: جون بنت الأشعث، بأمر من معاوية.
وسيلة القتل: السم الذي أرسله معاوية بعد أن كان قد ضمن لجعدة مبلغ مائة ألف درهم وأن يزوجها يزيد ابنه.
المدفن: البقيع الغرقد في المدينة المنورة.
نقش خاتمه: العزة لله. التسمية المباركة
عن الإمام زين العابدين (ع) أنه قال: «لما ولدت فاطمة (ع) الحسن (ع) قالت لعلي (ع) : سمه. فقال: ما كنت لأسبق باسمه رسول الله (ص) . فجاء رسول الله (ص) ... ثم قال لعلي (ع) : هل سميته؟ فقال: ما كنت لأسبقك باسمه. فقال (ص) : وما كنت لأسبق باسمه ربي عز وجل. فأوحى الله تبارك وتعالى إلى جبرئيل: أنه قد ولد لمحمد ابن، فاهبط، فاقرأه السلام وهنّه وقل له: إن علياً منك بمنزلة هارون من موسى، فسمه باسم ابن هارون. فهبط جبرئيل (ع) فهنأه من الله تعالى ثم قال: إن الله جل جلاله يأمرك أن تسميه باسم ابن هارون. قال (ص) : وما كان اسمه؟ قال: شبر. قال: لساني عربي. قال: سمه الحسن، فسماه الحسن».
وعن عمران بن سلمان وعمرو بن ثابت قالا: (الحسن والحسين اسمان من أسامي أهل الجنة ولم يكونا في الدنيا).
الرسول (ص) يذكر فضائله (ص) وقال رسول الله (ص) : «الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة».
وعن أبي ذر الغفاري (رضوان الله عليه) قال: رأيت رسول الله (ص) يقبل الحسن والحسين (ع) وهو يقول: «من أحب الحسن والحسين وذريتهما مخلصاً، لم تلفح النار وجهه ولو كانت ذنوبه بعدد رمل عالج، إلا أن يكون ذنبه ذنباً يخرجه من الإيمان».
وعن النبي (ص) قال: «من أحب الحسن والحسين فقد أحبني ومن أبغضهما فقد أبغضني». وعن حذيفة بن اليمان قال: بينا رسول الله (ص) في جبل ـ إلى قوله ـ إذ أقبل الحسن بن علي (ع) يمشي على هدوء ووقار، فنظر إليه رسول الله (ص) ـ إلى قوله ـ فقال (ع) : «إن جبرئيل يهديه وميكائل يسدده وهو ولدي والطاهر من نفسي، وضلع من أضلاعي، هذا سبطي وقرة عيني، بأبي هو» وقام رسول الله (ص) وقمنا معه وهو يقول له: «أنت تفاحتي وأنت حبيبي ومهجة قلبي»، وأخذ بيده فمشى معه ونحن نمشي حتى جلس وجلسنا حوله فنظر إلى رسول الله (ص) وهو لا يرفع بصره عنه، ثم قال (ص) : «إنه سيكون بعدي هادياً مهدياً، هذا هدية من رب العالمين لي ينبئ عني، ويعرِّف الناس آثاري، ويحيي سنتي، ويتولى أموري في فعله، ينظر الله إليه فيرحمه، رحم الله من عرف له ذلك، وبرَّني فيه وأكرمني فيه,,,
وقال رسول الله (ص) : «إن الحسن والحسين شنفا العرش، وإن الجنة قالت: يا رب أسكنتني الضعفاء والمساكين، فقال الله لها: ألا ترضين أني زينت أركانك بالحسن والحسين؟ قال: فماست كما تميس العروس فرحاً».
وعن الإمام الصادق (ع) أنه قال: «حدثني أبي عن أبيه (ع) : إن الحسن بن علي بن أبي طالب (ع) كان أعبد الناس في زمانه وأزهدهم وأفضلهم، وكان إذا حج حج ماشياً وربما مشى حافياً، وكان إذا ذكر الموت بكى، وإذا ذكر القبر بكى، وإذا ذكر البعث والنشور بكى، وإذا ذكر الممر على الصراط بكى، وإذا ذكر العرض على الله تعالى ذكره، شهق شهقة يغشى عليه منها، وكان إذا قام في صلاته ترتعد فرائصه بين يدي ربه عز وجل، وكان إذا ذكر الجنة والنار اضطرب اضطراب السليم، ويسأل الله الجنة ويعوذ به من النار، وكان (ع) لا يقرأ من كتاب الله: (يا أيها الذين آمنوا[ إلا قال: لبيك اللهم لبيك، ولم ير في شيء من أحواله إلا ذاكراً لله سبحانه، وكان أصدق الناس لهجة وأفصحهم منطقاً».
وحج خمساً وعشرين حجة ماشياً وقاسم الله تعالى ماله مرتين وفي خبر: قاسم ربه ثلاث مرات.
وجاء في روضة الواعظين عن الفتال: أن الحسن بن علي (ع) كان إذا توضأ ارتعدت مفاصله واصفرّ لونه، فقيل له في ذلك، فقال: «حق على كل من وقف بين يدي رب العرش أن يصفر لونه وترتعد مفاصله». وكان (ع) إذا بلغ باب المسجد رفع رأسه ويقول: «إلهي، ضيفك ببابك، يا محسن، قد أتاك المسيء، فتجاوز عن قبيح ما عندي بجميل ما عندك يا كريم».
في كرمه (ع) جاء بعض الأعراب إلى الإمام الحسن (ع) فقال (ع) : «أعطوه ما في الخزانة» فوجد فيها عشرون ألف دينار، فدفعها إلى الأعرابي، فقال الأعرابي: يا مولاي ألا تركتني أبوح بحاجتي وأنثر مدحتي؟ فأنشأ الحسن (ع) :
نحـــن أناس نوالـــــــنا خضل يرتع فيــــه الرجـــــــاء والأمــل
تجـــــود قبـــل السؤال أنفسنا خوفاً على ماء وجـــــه من يسل
لو علـــــــم البحر فضل نائلنا لغاض من بعد فيضه خجل
وروي: (أن الإمام الحسن (ع) سمع رجلاً يسأل ربه تعالى أن يرزقه عشرة آلاف درهم فانصرف الحسن (ع) إلى منزله فبعث بها إليه). وجاءه (ع) رجل يشكو إليه حاله وفقره وقلة ذات يده بعد أن كان مشرباً، فقال (ع) له: «يا هذا حق سؤالك يعظم لديّ، ومعرفتي بما يجب لك يكبر لديّ، ويدي تعجز عن نيلك بما أنت أهله، والكثير في ذات الله عزوجل قليل، وما في ملكي وفاء لشكرك، فإن قبلت الميسور ورفعت عني مؤونة الاحتفال والاهتمام بما أتكلفه من واجبك فعلت». فقال: يا ابن رسول الله، أقبل القليل وأشكر العطية واعذر على المنع. فدعا الحسن (ع) بوكيله وجعل يحاسبه على نفقاته حتى استقصاها وقال: «هات الفاضل من الثلاثمائة ألف درهم» فأحضر خمسين ألفاً. قال: «فما فعل الخمسمائة دينار؟». قال: هي عندي. قال: «أحضرها». فأحضرها فدفع الدراهم والدنانير إلى الرجل وقال: «هات من يحملها لك»، فأتاه بحمَّالين، فدفع الحسن (ع) إليه رداءه لكِرى الحمَّالين، فقال مواليه: والله ما بقي عندنا درهم، فقال (ع) : «لكني أرجو أن يكون لي عند الله أجر عظيم».
التواضع شيمة العظماء مر الإمام الحسن (ع) على فقراء وقد وضعوا كسيرات على الأرض وهم قعود يلتقطونها ويأكلونها، فقالوا له: هلم يا ابن بنت رسول الله إلى الغداء. فنزل وقال: «إن الله لا يحب المستكبرين» وجعل يأكل معهم حتى اكتفوا، والزاد على حاله ببركته (ع) ثم دعاهم إلى ضيافته وأطعمهم وكساهم.
من حقوق الحيوان عن نجيح قال: رأيت الحسن بن علي (ع) يأكل وبين يديه كلب، كلما أكل لقمة طرح للكلب مثلها، فقلت له: يا ابن رسول الله ألا أرجم هذا الكلب عن طعامك؟ قال: «دعه، إني لأستحيي من الله عز وجل أن يكون ذو روح ينظر في وجهي وأنا آكل ثم لا أطعمه». حسن الخلق وروي أن غلاماً له (ع) جنى جناية توجب العقاب فأمر به أن يضرب، فقال: يا مولاي (والكاظمين الغيظ). قال: «خلوا عنه». فقال: يا مولاي (والعافين عن الناس). قال: «عفوت عنك». قال: يا مولاي (والله يحب المحسنين). قال (ع) : «أنت حر لوجه الله ولك ضعف ما كنت أعطيك».
الله أعلم حيث يجعل رسالته روي: أن شامياً رأى الإمام الحسن (ع) راكباً، فجعل يلعنه والحسن (ع) لايرد، فلما فرغ أقبل الحسن (ع) فسلم عليه وضحك فقال: «أيها الشيخ أظنك غريباً ولعلك شبهت، فلو استعتبتنا اعتبناك، ولو سألتنا أعطيناك، ولو استرشدتنا أرشدناك، ولو استحملتنا حملناك، وان كنت عرياناً كسوناك، وان كنت محتاجاً أغنيناك، وان كنت طريداً آويناك، وان كان لك حاجة قضيناها لك، فلو حركت رحلك إلينا وكنت ضيفنا إلى وقت ارتحالك كان أعود عليك، لأن لنا موضعاً رحباً وجاهاً عريضاً ومالاً كبيرا». فلما سمع الرجل كلامه بكى ثم قال: اشهد أنك خليفة الله في أرضه (الله أعلم حيث يجعل رسالته[ ، وكنت أنت وأبوك أبغض خلق الله إليّ، والآن أنت أحب خلق الله إليّ، وحول رحله إليه وكان ضيفه إلى أن ارتحل وصار معتقداً لمحبتهم. في عظمته (ع) عن محمد بن إسحاق قال: ما بلغ أحد من الشرف بعد رسول الله (ص) ما بلغ الحسن (ع) ، كان يبسط له على باب داره فإذا خرج وجلس انقطع الطريق، فما مرّ أحد من خلق الله إجلالاً له، فإذا علم قام ودخل بيته فمرّ الناس، ولقد رأيته في طريق مكة ماشياً فما من خلق الله أحد رآه إلا نزل ومشى. وعن أنس قال: لم يكن منهم أحد أشبه برسول الله من الحسن بن علي. وقيل له: فيك عظمة قال: «لا بل فيّ عزة، قال الله تعالى: (ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين)
شهادته (ع) المؤلمة عن الإمام الصادق (ع) أنه قال: «قال الحسن (ع) لأهل بيته إني أموت بالسم، كما مات رسول الله (ص) . فقالوا: ومن يفعل ذلك؟ قال: امرأتي جعدة بنت الأشعث بن قيس، فإن معاوية يدسّ إليها ويأمرها بذلك. قالوا: أخرجها من منزلك وباعدها من نفسك. قال: كيف أخرجها ولم تفعل بعد شيئاً ولو أخرجتها ما قتلني غيرها، وكان لها عذر عند الناس. فما ذهبت الأيام حتى بعث إليها معاوية مالاً جسيماً، وجعل يمنيها بأن يعطيها مائة ألف درهم أيضاً، ويزوّجها من يزيد، وحمل إليها شربة سم لتسقيها الحسن (ع) ، فانصرف (ع) إلى منزله وهو صائم، فأخرجت له وقت الإفطار وكان يوماً حاراً شربة لبن وقد ألقت فيها ذلك السم، فشربها وقال: يا عدوة الله قتلتيني، قتلك الله، والله لا تصيبين مني خلفاً ولقد غرّك وسخر منك، والله يخزيك ويخزيه». فاسترجع الإمام (ع) وحمد الله على نقله له من هذه الدنيا إلى تلك الدنيا الباقية ولقائه جده وأبيه وعميه حمزة وجعفر فمكث (ع) يومين ثم مضى. ))
ومن أقواله عليه السلام:
(( من هو القريب )) قال الإمام الحسن المجتبى (صلوات الله وسلامه عليه): «القريب من قرّبته المودة وإن بعد نسبه، والبعيد من بعّدته المودة وإن قرب نسبه، لا شيء أقرب إلى شيء من يد إلى جسد، وإن اليد تغل فتقطع، وتقطع فتحسم».
التقية وقال (ع) : «إن التقية يصلح الله بها أمة، لصاحبها مثل ثواب أعمالهم، فإن تركها أهلك أمة، تاركها شريك من أهلكهم، وإن معرفة حقوق الإخوان يحبب إلى الرحمن، ويعظم الزلفى لدى الملك الديان، وإن ترك قضائها يمقت إلى الرحمن ويصغر الرتبة عند الكريم المنان».
حب الدنيا وقال (ع) : «من أحب الدنيا ذهب خوف الآخرة من قلبه، ومن ازداد حرصاً على الدنيا لم يزدد منها إلا بعداً، وازداد هو من الله بغضاً، والحريص الجاهد والزاهد القانع كلاهما مستوف أكله غير منقوص من رزقه شيئاً، فعلام التهافت في النار؟! والخير كله في صبر ساعة واحدة تورث راحة طويلة، وسعادة كثيرة».
ممن تطلب حاجتك وقال (ع) : «إذا طلبتم الحوائج فاطلبوها من أهلها» قيل: يا بن رسول الله (ص) ومن أهلها؟ قال: «الذين قص الله في كتابه وذكرهم فقال: (إنما يتذكر أولوا الألباب) قال: هم أولو العقول».
من آداب المائدة وقال (ع) : «في المائدة اثنتا عشرة خصلة يجب على كل مسلم أن يعرفها، أربع منها فرض، وأربع سنة، وأربع تأديب، فأما الفرض: فالمعرفة والرضا والتسمية والشكر، وأما السنة: فالوضوء قبل الطعام والجلوس على الجانب الأيسر والأكل بثلاث أصابع ولعق الأصابع، وأما التأديب فالأكل مما يليك وتصغير اللقمة وتجويد المضغ وقلة النظر في وجوه الناس».
هذه هي العبودية عن محمد بن علي (ع) قال: «قال الحسن (ع) : إني لأستحي من ربي أن ألقاه ولم أمش إلى بيته، فمشى عشرين مرة من المدينة على رجليه».
من كفل لنا يتيماً وقال (ع) : «من كفل لنا يتيماً قطعته عنا محنتنا [ محبتنا ] باستتارنا، فواساه من علومنا التي سقطت إليه حتى أرشده وهداه، قال الله عزوجل: يا أيها العبد الكريم المواسي، أنا أولى بالكرم منك، اجعلوا له ملائكتي في الجنان بعدد كل حرف علمه ألف ألف قصر وضموا إليها ما يليق بها من سائر النعم».
طالب الدنيا
وقال (ع) : «الناس طالبان، طالب يطلب الدنيا حتى إذا أدركها هلك، وطالب يطلب الآخرة حتى إذا أدركها فهو ناج فائز».
ولاية أمير المؤمنين (ع) في الكتب السماوية
وقال (ع) : «من دفع فضل أمير المؤمنين (ع) على جميع مَن بعد النبي (ص) فقد كذب بالتوراة والإنجيل والزبور وصحف إبراهيم وسائر كتب الله المنزلة؛ فإنه ما نزل شيء منها إلا وأهم ما فيه بعد الأمر بتوحيد الله تعالى والإقرار بالنبوة: الاعتراف بولاية علي والطيبين من آله ».
والسلام على كريم أهل البيت
يتبع | |
|
urbaybe مشرف عام
عدد الرسائل : 97 تاريخ التسجيل : 14/02/2007
| موضوع: رد: سيرة اهل البيت عليهم السلام الجمعة أبريل 06, 2007 12:37 pm | |
| خامس أهل البيت و أصحاب الكساء (( الإمام الحسين (ع) )) الاسم: الحسين (ع) . الأب: الإمام علي بن أبي طالب (ع) . الأم: السيدة فاطمة الزهراء (ع) بنت رسول الله (ص) . الكنية: أبو عبد الله، والخاص أبو علي.
الألقاب: الشهيد، السعيد، الرشيد، الطيب، الوفي، الزكي، المبارك، التابع لمرضاة الله، السبط، السيد، الدليل على ذات الله عزوجل، سيد شباب أهل الجنة، سيد الشهداء. نقش الخاتم: كان له خاتمان نقش أحدهما: (إن الله بالغ أمره)، ونقش الآخر: (لا إله إلا الله عدة للقاء الله). مكان الولادة: المدينة المنورة. زمان الولادة: يوم الخميس أو يوم الثلاثاء 3 شعبان عام 4 من الهجرة النبوية المباركة، عام الخندق. مدة العمر الشريف: 56 سنة وأشهراً، منها ست سنين وأشهر مع جده رسول الله (ص) ، وثلاثون سنة مع أبيه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) بعد وفاة النبي (ص) ، وكان مع أخيه الحسن (ع) بعد وفاة أبيه (ع) عشر سنين، وبقي بعد وفاة أخيه (ع) إلى وقت مقتله (ع) عشر سنين(5). زمان الشهادة: يوم العاشر من محرم الحرام عام 61 هجري وقيل عام 60 هـ وهو بعيد(6). مكان الشهادة: أرض كربلاء / العراق. القاتل: شمر بن ذي الجوشن بأمر من عبيد الله بن زياد ويزيد بن معاوية ابن أبي سفيان. المدفن: كربلاء المقدسة، حيث مزاره الآن.
الولادة الطاهرة روي عن أسماء أنها قالت: لما ولدت فاطمة (ع) الحسين (ع) جاءني النبي (ص) فقال: «هلم ابني يا أسماء». فدفعته إليه في خرقة بيضاء، ففعل به كما فعل بالحسن (ع) قالت: وبكى رسول الله (ص) ثم قال: «إنه سيكون لك حديث، اللهم ألعن قاتله، لا تعلمي فاطمة بذلك». قالت أسماء: فلما كان في يوم سابعه جاءني النبي (ص) فقال: «هلمي ابني، فأتيته به ففعل به كما فعل بالحسن (ع) ، وعق عنه كما عقَّ عن الحسن كبشاً أملح وأعطى القابلة الورك ورجلاً، وحلق رأسه وتصدق بوزن الشعر ورقاً (7)، وخلّق رأسه بالخلوق وقال: «إن الدم من فعل الجاهلية» قالت: ثم وضعه في حجره ثم قال: «يا أبا عبد الله عزيز عليّ»، ثم بكى. فقلت: بأبي أنت وأمي فعلت في هذا اليوم وفي اليوم الأول فما هو؟ قال: «أبكي على ابني، تقتله فئة باغية كافرة من بني أمية لعنهم الله لاأنالهم الله شفاعتي يوم القيامة، يقتله رجل يثلم الدين ويكفر بالله العظيم». ثم قال: «اللهم إني أسألك فيهما ـ الحسن والحسين (ع) ـ ما سألك إبراهيم (ع) في ذريته، اللهم أحبهما وأحب من يحبهما والعن من يبغضهما ملء السماء والأرض»
جبرائيل يهز مهد الحسين (ع) وروي في أحاديث عديدة من طرق الخاصة والعامة أنه طالما كانت تنام فاطمة الزهراء (ع) فإذا بكى الحسين (ع) في المهد يأتي جبرئيل (ع) ويحرّك مهده ويتكلّم معه حتى يسكت من البكاء، ولما كانت تفيق من النوم ترى المهد يتحرك وتسمع الكلام لكن لا ترى أحداً، فلما سألت رسول الله (ص) عن ذلك، قال لها: «إنه جبرئيل» .
وعن عمرو بن دينار قال: دخل الحسين (ع) على أسامة بن زيد وهو مريض وهو يقول: واغماه. فقال له الحسين (ع) : «وما غمك يا أخي؟». قال: ديني وهو ستون ألف درهم. فقال الحسين (ع) : «هو عليّ». قال: إني أخشى أن أموت. فقال الحسين (ع) : «لن تموت حتى أقضيها عنك». قال: فقضاها قبل موته. هذا وقد وجدوا على ظهر الإمام الحسين (ع) يوم الطف أثراً، فسألوا الإمام زين العابدين (ع) عن ذلك؟ فقال:«هذا مما كان ينقل الجراب على ظهره إلى منازل الأرامل واليتامى والمساكين». وقد نسب إليه فيما أنشده (ع) في الجود والكرم:
إذا جادت الدنيا عليك فجد بها على الناس طــــرا قبـــل أن تتفلت
فلا الجود يفنيها إذا هي أقبلت ولا البخل يبقيها إذا ما تولت
فضح الظالمين عن أبي عبد الله (ع) قال: «مات رجل من المنافقين، فخرج الحسين بن علي (ع) يمشي، فلقي مولى له فقال له: أين تذهب؟ فقال: أفر من جنازة هذا المنافق أن اصلي عليه. قال: قم إلى جنبي فما سمعتني أقول فقل، قال: فرفع يده وقال: اللهم العن عبدك ألف لعنة مختلفة، اللهم أخز عبدك في بلادك وعبادك، اللهم أصله حر نارك، اللهم أذقه أشد عذابك، فإنه كان يوالي أعدائك ويعادي أوليائك ويبغض أهل بيت نبيك».
واقعة عاشوراء قال سيد الشهداء الإمام الحسين (صلوات الله وسلامه عليه) في وصيته (ع) لأخيه محمد بن الحنفية يبين فيها (صلوات الله عليه) بعض أهداف خروجه، فدعا بدواة وبياض وكتب: «بسم الله الرحمن الرحيم، هذا ما أوصى به الحسين بن علي بن أبي طالب إلى أخيه محمد المعروف بابن الحنفية، أن الحسين يشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له، وأن محمداً عبده ورسوله، جاء بالحق من عند الحق، وأن الجنة والنار حق، (وأَنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ لا رَيْبَ فِيها وأَنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ مَنْ فِي الْقُبُورِ)، وأني لم أخرج أشرا ولا بطرا ولا مفسدا ولا ظالما، وإنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي (ص) أريد أن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر، وأسير بسيرة جدي وأبي علي بن أبي طالب (ع) ، فمن قبلني بقبول الحق فالله أولى بالحق، ومن رد عليّ هذا أصبر حتى يقضي الله بيني وبين القوم بالحق (وهُوَ خَيْرُ الْحاكِمِينَ)، وهذه وصيتي يا أخي إليك (وما تَوْفِيقِي إِلا بِاللَّه عَلَيْه تَوَكَّلْتُ وإِلَيْه أُنِيبُ)».
وعن عبد الله بن منصور وكان رضيعا لبعض ولد زيد بن علي قال: سألت جعفر بن محمد بن علي الحسين (ع) فقلت: حدثني عن مقتل ابن رسول الله (ص) . فقال: حدثني أبي عن أبيه (ع) قال: «لما حضرت معاوية الوفاة دعا ابنه يزيد (لعنه الله) فأجلسه بين يديه فقال له: يا بني إني قد ذللت لك الرقاب الصعاب ووطدت لك البلاد وجعلت الملك وما فيه لك طعمة، وإني أخشى عليك من ثلاثة نفر يخالفون عليك بجهدهم، وهم: عبد الله بن عمر بن الخطاب وعبد الله ابن الزبير والحسين بن علي، فأما عبد الله بن عمر فهو معك فالزمه ولا تدعه، وأما عبد الله بن الزبير فقطعه إن ظفرت به إربا إربا، فإنه يجثو لك كما يجثو الأسد لفريسته ويؤاربك مؤاربة الثعلب للكلب، وأما الحسين فقد عرفت حظه من رسول الله (ص) وهو من لحم رسول الله ودمه، وقد علمت لا محالة أن أهل العراق سيخرجونه إليهم، ثم يخذلونه و يضيعونه، فإن ظفرت به فاعرف حقه و منزلته من رسول الله (ص) ، ولا تؤاخذه بفعله، ومع ذلك فإن لنا به خلطة ورحما، وإياك أن تناله بسوء أو يرى منك مكروها.
قال: فلما هلك معاوية وتولى الأمر بعده يزيد (لعنه الله) بعث عامله على مدينة رسول الله (ص) وهو عمه عتبة بن أبي سفيان، فقدم المدينة وعليها مروان بن الحكم وكان عامل معاوية، فأقامه عتبة من مكانه وجلس فيه لينفذ فيه أمر يزيد، فهرب مروان فلم يقدر عليه، وبعث عتبة إلى الحسين بن علي (ع) فقال: إن أمير المؤمنين! أمرك أن تبايع له. فقال الحسين (ع) : يا عتبة قد علمت إنا أهل بيت الكرامة ومعدن الرسالة وأعلام الحق، الذين أودعه الله عزوجل قلوبنا وأنطق به ألسنتنا، فنطقت بإذن الله عزوجل، ولقد سمعت جدي رسول الله (ص) يقول: إن الخلافة محرمة على ولد أبي سفيان، وكيف أبايع أهل بيت قد قال فيهم رسول الله (ص) هذا؟! فلما سمع عتبة ذلك دعا الكاتب وكتب: بسم الله الرحمن الرحيم، إلى عبد الله يزيد أمير المؤمنين! من عتبة بن أبي سفيان، أما بعد فإن الحسين بن علي ليس يرى لك خلافة ولا بيعة، فرأيك في أمره والسلام. فلما ورد الكتاب على يزيد (لعنه الله) كتب الجواب إلى عتبة: أما بعد فإذا أتاك كتابي هذا فعجل عليّ بجوابه وبيّن لي في كتابك كل من في طاعتي أو خرج عنها، وليكن مع الجواب رأس الحسين بن علي (ع) .
الشهادة المفجعة في الرواية: أن الإمام الحسين (ع) بعد استشهاد أنصاره وأهل بيته وقف وحيداً فريداً في ظهر عاشوراء، فنظر يميناً وشمالاً فلم ير أحدا فرفع رأسه إلى السماء فقال: «اللهم إنك ترى ما يصنع بولد نبيك»، وحال بنو كلاب بينه وبين الماء.. وقد رُمي الإمام (ع) بسهم فوقع في نحره، وخرّ عن فرسه، فأخذ السهم فرمى به وجعل يتلقّى الدم بكفه فلما امتلأت لطخ بها رأسه ولحيته ويقول: «ألقى الله عزوجل وأنا مظلوم متلطخ بدمي»، ثم خر على خدّه الأيسر صريعاً. وأقبل عدوّ الله سنان بن أنس الأيادي وشمر بن ذي الجوشن العامري (لعنهما الله) في رجال من أهل الشام حتى وقفوا على رأس الحسين (ع) ، فقال بعضهم لبعض: ما تنتظرون أريحوا الرجل، فنزل سنان بن أنس الأيادي (لعنه الله) وأخذ بلحية الحسين (ع) وجعل يضرب بالسيف في حلقه وهو يقول: والله إني لأجتز رأسك وأنا أعلم أنك ابن رسول الله وخير الناس أباً وأماً.. وأقبل فرس الحسين (ع) حتى لطخ عرفه وناصيته بدم الحسين وجعل يركض ويصهل، فسمعت بنات النبي (ص) صهيله فخرجن فإذا الفرس بلا راكب فعرفن أن حسيناً (ع) قد قُتل..
وخرجت أم كلثوم بنت الحسين (ع) واضعة يدها على رأسها تندب وتقول: «وا محمداه.. هذا الحسين بالعراء قد سلب العمامة والرداء»))
ومن أقواله عليه السلام:
(( المؤمن لا يسيء )) قال الإمام الحسين (ع) : «إياك وما تعتذر منه، فإن المؤمن لا يسيء ولايعتذر، والمنافق كل يوم يسيء ويعتذر».
لا تبخل وقال (ع) : «مالك إن لم يكن لك كنت له فلا تبق عليه، فإنه لا يبقى عليك وكله قبل أن يأكلك»
أحسن الكلام وقال (ع) لابن عباس يوماً : «يا ابن عباس، لا تكلمن فيما لا يعنيك فإنني أخاف عليك فيه الوزر، ولا تكلمن فيما يعنيك حتى ترى للكلام موضعاً، فرب متكلم قد تكلم بالحق فعيب، ولا تمارين حليماً ولا سفيهاً، فإن الحليم يقليك، والسفيه يرديك، ولا تقولن في أخيك المؤمن إذا توارى عنك إلا مثل ما تحب أن يقول فيك إذا تواريت عنه، وأعمل عمل رجلٍ يعلم أنه مأخوذ بالإجرام، مجزى بالإحسان والسلام».
عليك بالرفق وقال (ع) : «من أحجم عن الرأي وعييت به الحيل كان الرفق مفتاحه».
رضا الله لا رضا الناس وسأله رجل عن خير الدنيا والآخرة؟ فقال (ع) : «بسم الله الرحمن الرحيم أما بعد، فإن من طلب رضا الله بسخط الناس كفاه الله أمور الناس، ومن طلب رضا الناس بسخط الله وكله الله إلى الناس والسلام».
قبول العطاء وقال (ع) : «من قبل عطاءك فقد أعانك على الكرم».
صفات شيعتنا وقال رجل للحسين بن علي (ع) : يا ابن رسول الله أنا من شيعتكم. قال (ع) : «اتق الله ولا تدعين شيئاً يقول الله تعالى لك كذبت وفجرت في دعواك، إن شيعتنا من سلمت قلوبهم من كل غش وغل ودغل، ولكن قل: أنا من مواليكم ومن محبيكم».
علموا أولادكم أقبل أمير المؤمنين (ع) على الحسين ابنه (ع) : فقال له: «يا بني ما السؤود؟». قال: «اصطناع العشيرة احتمال الجريرة». قال: «فما الغنى؟» قال: ««قلة أمانيك والرضا بما يكفيك». قال: «فما الفقر؟» قال: «الطمع وشدة القنوط». قال: «فما اللؤم؟» قال: «إحراز المرء نفسه وإسلامه عرسه». قال: «فما الخرق؟» قال: «معاداتك أميرك ومن يقدر على ضرك ونفعك». ثم التفت (ع) إلى الحارث الأعور فقال: «يا حارث علموا هذه الحكم أولادكم؛ فإنها زيادة في العقل والحزم والرأي».
أكرم وجهك وقال الإمام الحسين (ع) : «صاحب الحاجة لم يكرم وجهه عن سؤالك فأكرم وجهك عن ردّه».
السلام والتحية وقال (ع) : «للسلام سبعون حسنة، تسع وستون للمبتدئ، وواحدة للرادّ»(76).
الإجمال في الطلب وقال (ع) لرجل: «يا هذا، لا تجاهد في الرزق جهاد المغالب، ولا تتكل على القدر اتكال مستسلم، فإن ابتغاء الرزق من السنة، والإجمال في الطلب من العفة، ليست العفة بمانعة رزقاً، ولا الحرص بجالب فضلاً، وإن الرزق مقسوم، والأجل محتوم، واستعمال الحرص طالب المأثم».
من أتانا أهل البيت (ع) وقال (ع) : «من أتانا لم يعدم خصلة من أربع: آية محكمة، وقضية عادلة، وأخاً مستفاداً، ومجالسة العلماء».
زائر الحسين (ع) وقال (ع) : «أنا قتيل العبرة قتلت مكروباً، وحقيق عليَّ أن لا يأتيني مكروب قط إلا ردّه الله وأقلبه إلى أهله مسروراً».
للقارئ دعوة مستجابة وقال (ع) : «من قرأ آية من كلام الله تعالى عزوجل في صلاته قائماً يكتب الله له بكل حرف مائة حسنة، فإن قرأها في غير الصلاة كتب الله له بكل حرف عشراً، فإن استمع القرآن كان له بكل حرف حسنة، وإن ختم القرآن ليلاً صلّت عليه الملائكة حتى يصبح، وإن ختمه نهاراً صلت عليه الحفظة حتى يمسي، وكانت له دعوة مجابة، وكان خيراً له مما بين السماء إلى الأرض». قلت: هذا لمن قرأ القرآن فمن لم يقرأه؟ قال: «يا أخا بني أسد، إن الله جواد ماجد كريم، إذا قرأ ما سمعه معه أعطاه الله ذلك»
الصدقة المقبولة ذكر عنده (ع) رجل من بني أمية تصدق بصدقة كثيرة، فقال (ع) : «مثله مثل الذي سرق الحاج وتصدق بما سرق، إنما الصدقة صدقة من عرق فيها جبينه، واغبر فيها وجهه، مثل علي (ع) ، ومن تصدق بمثل ما تصدق به؟».
من دخل المقابر وقال (ع) : «من دخل المقابر فقال: اللهم رب هذه الأرواح الفانية، والأجساد البالية، والعظام النخرة، التي خرجت من الدنيا وهي بك مؤمنة، أدخل عليهم روحاً منك وسلاماً مني، كتب الله بعدد الخلق من لدن آدم إلى أن تقوم الساعة حسنات».
بين المخاطر قيل للحسين بن علي (ع) : كيف أصبحت يا ابن رسول الله؟ قال (ع) : «أصبحت ولي رب فوقي، والنار أمامي، والموت يطلبني، والحساب محدق بي، وأنا مرتهن بعملي، ولا أجد ما أحب، ولا أدفع ما أكره، والأمور بيد غيري، فإن شاء عذبني، وإن شاء عفا عني، فأي فقير أفقر مني».
من أحبك نهاك وقال (ع) : «العلم لقاح المعرفة، وطول التجارب زيادة في العقل، والشرف التقوى، والقنوع راحة الأبدان، ومن أحبك نهاك، ومن أبغضك أغراك».
من نعم الله عليكم وقال (ع) : «يا أيها الناس نافسوا في المكارم، وسارعوا في المغانم، ولاتحتسبوا بمعروف لم تعجلوا، واكسبوا الحمد بالنجح، ولا تكتسبوا بالمطل ذمّاً، فمهما يكن لأحد عند أحد صنيعة له رأى أنه لا يقوم بشكرها فالله له بمكافأته، فإنه أجزل عطاءً، وأعظم أجراً. واعلموا أن حوائج الناس إليكم من نعم الله عليكم فلا تملوا النعم فتحور نقماً. واعلموا أن المعروف مكسب حمداً ومعقب أجراً، فلو رأيتم المعروف رجلاً رأيتموه حسناً جميلاً يسر الناظرين، ولو رأيتم اللؤم رأيتموه سمجاً مشوهاً تنفر منه القلوب وتغضّ دونه الأبصار. أيها الناس، من جاد ساد، ومن بخل رذل، وإن أجود الناس من أعطى من لا يرجو، وأن أعفى الناس من عفا عن قدرة، وإن أوصل الناس من وصل من قطعه، والأصول على مغارسها بفروعها تسموا، فمن تعجل لأخيه خيراً وجده إذا قدم عليه غداً، ومن أراد الله تبارك وتعالى بالصنيعة إلى أخيه كافأه بها في وقت حاجته، وصرف عنه من بلاء الدنيا ما هو أكثر منه، ومن نفس كربة مؤمن فرّج الله عنه كرب الدنيا والآخرة، ومن أحسن أحسن الله إليه، والله يحب المحسنين»
يتبع | |
|
urbaybe مشرف عام
عدد الرسائل : 97 تاريخ التسجيل : 14/02/2007
| موضوع: الأمام علي بن الحسين السجاد عليهما السلام الخميس مايو 10, 2007 8:30 pm | |
| الأمام علي بن الحسين السجاد عليهما السلام جده: أمير المؤمنين (عليه السلام). أبوه: الحسين الشهيد أمه: شاه زنان ـ أي ملكة النساء ـ بنت يزدجرد بن شهريار بن كسرى، ملك الفرس، سماها أمير المؤمنين (عليه السلام) مريم وقيل: فاطمة وكانت تدعى سيدة النساء.
إخوته: علي الأكبر، عبد الله الرضيع ـ الشهيدان في كربلاء ـ جعفر...أخواته: سكينة، فاطمة، رقية ولادته: ولد في المدينة يوم الجمعة خامس شعبان سنة 38
ولادته المباركة:أشرقت الدنيا بولادة الإمام زين العابدين (عليه السلام) الذي فجر ينابيع العلم والحكمة في الأرض، وقدم للناس بسيرته أروع الأمثلة والدروس في نكران الذات، والتجرد عن الدنيا، والانقطاع إلى الله.
وقد استقبلت الأسرة النبوية بمزيد من الأفراح والمسرات هذا الوليد المبارك الذي بشر به النبي (صلى الله عليه وآله)، وقد شملت الابتهاجات جميع من يتصل بأهل البيت من الصحابة وأبنائهم، وقد ولد - فيما يقول بعض المؤرخين - ضعيفاً نحيفاً، يقول السيد عبد العزيز سيد الأهل: (لقد ولد ضعيفاً نحيفاً تلوح في نظراته ومضات خافتة، وكأنها ومضات هم منطفئ، وما لبثت هذه الومضات المكسورة أن دلت فإنما تدل على حزن قادم يوشك أن يقع...) لقد رافقته الخطوب وصاحبته الآلام منذ ولادته فقد اختطفت يد المنون أمه الزكية، وهو في المهد، وتتابعت عليه المحن بعد ذلك يتبع بعضها بعضاً، فلم يبتل أي إنسان بمثل ما أبتلي به هذا الإمام العظيم. مراسيم الولادة: وسارع الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) أو ولده الإمام الحسين (عليه السلام) إلى إجراء مراسيم الولادة الشرعية على الوليد المبارك فأذن في أذنه اليمنى أقام في اليسرى، وقد أقام بذلك في قلبه معبداً ينبض بأحاسيس التقوى والصلاح، فكانت نغماً حياً يسيره نحو البر والعمل الصالح.
إن أول ما استقبل به الإمام زين العابدين في هذه الحياة، هو صوت (الله أكبر) وقد طبع في قلبه ومشاعره، وصار في ذاتياته ومقوماته وفي اليوم السابع مع ولادته عق عنه أبوه بكبش، وحلق رأسه، وتصدق بزنته فضة أو ذهباً على المساكين عملاً بالسنة الإسلامية المقدسة.
مكان الولادة: واختلف المؤرخون في المكان الذي حظي بولادة الإمام زين العابدين عليه السلام، وفيما يلي ما ذكروه.
(أ) أنه ولد في الكوفة. (ب) كانت ولادته في يثرب. والذي أراه أن ولادته كانت في الكوفة، وذلك لما أجمع عليه الرواة والمؤرخون أنه ولد قبل وفاة جده أمير المؤمنين (عليه السلام) بسنتين ومن المقطوع به أن الإمام الحسين وأفراد عائلته كانوا مع الإمام أمير المؤمنين في الكوفة، ولم يقم أي أحد منهم في يثرب طيلة خلافته. الزمان:
وتضاربت أقوال المؤرخين في الزمان الذي كانت فيه ولادة الإمام، وفيما يلي ما ذكروه: (أ) ولد في اليوم الخامس من شعبان سنة (38 هـ)(5) وذلك في يوم الخميس. (ب) ولد في يوم الجمعة لتسع خلون من شعبان سنة (38 هـ). (ج) ولد في النصف من جمادى الأولى سنة (38 هـ). (د) ولد يوم الجمعة 26 جمادى الآخرة سنة (38 هـ). (هـ) ولد في شهور سنة (33 هـ)(10) وهذا القول شاذ ومخالف لما أجمع عليه الرواة والمؤرخون من أن ولادته كانت سنة (38 هـ). والمشهور عند الإمامية هو القول الأول، فإنهم يقيمون مهرجاناتهم العامة إحياء لذكرى ولادته في اليوم الخامس من شعبان. صفاته الجسمية: أما صفاته وملامحه الجسمية فقد ذكر المؤرخون أنه كان أسمر قصيراً نحيفاًورقيقاً، وكان كلما تقدمت به السن ازداد ضعفاً وذبولاً، وذلك لكثرة عبادته، وقد أغرقته في الأحزان والآلام مذبحة كربلاء، فقد ظلت أهوالها تلاحقه حتى لحق بالرفيق الأعلى. هيبته ووقاره: أما هيبته فتعنو لها الوجوه والجباه، فكانت تعلو على أسارير وجهه أنوار الأنبياء، وهيبة الأوصياء، ووصف شاعر العرب الأكبر الفرزدق في رائعته هيبة الإمام بقوله: يكــــاد يمسكــــــه عرفان راحته***ركـــن الحطيم إذا ما جاء يستلم يغضي حياءً ويغضى من مهابته***فـــلا يكـــــلم إلا حــــــين يبـتسم ويقول الشيخاني القادري: وكان لا تشبع من رؤية صباحة وجهه عين الناظر لقد كانت هيبته تحكي هيبة جده الرسول الأعظم صلّى الله عليه وآله، وقد بهر بها المجرم السفاح مسلم بن عقبة الذي استهان بجميع القيم والمقدرات فحينما رأى الإمام ارتعدت فرائصه، وقابله بمزيد من العناية والتكريم وقال لمن حوله: إن على زين العابدين سيماء الأنبياء
كنيته: أبو محمد ألقابه: زين العابدين، سيد الساجدين، سيد العابدين، الزكي، الأمين، ذو الثفنات. أشهر زوجاته: فاطمة بنت الإمام الحسن السبط. أولاده: محمد أبو جعفر الباقر (عليه السلام) عبد الله، الحسن، الحسين، زيد، عمر، الحسين الأصغر، عبد الرحمن، سليمان، علي محمد الأصغر. بناته: خديجة، أم كلثوم، فاطمة، علية نقش خاتمه: وما توفيقي إلا بالله. شاعره: الفرزدق، كثير عزة شهد مأساة كربلاء، وواكب مسير العائلة بعد الفاجعة إلى الكوفة، ومنها إلى الشام. بوابه: أبو جبلة، أبو خالد الكابلي، يحيى المطعمي كانت إقامته (عليه السلام) في المدينة، وكان فيها المفزع للمهمات، يفيض على الأمة علماً وسخاءاً. إمامته: عاش بعد أبيه الحسين (عليه السلام) أربعاً وثلاثين سنة، وهي مدة إمامته (عليه السلام). ملوك عصره: يزيد بن معاوية، معاوية بن يزيد، مروان بن الحكم، عبد الملك بن مروان، الوليد بن عبد الملك. آثاره: الصحيفة السجادية، رسالة الحقوق. سمه الوليد بن عبد الملك بن مروان. وفاته:وتوفي في الخامس والعشرين من المحرم سنة 95 قبره: دفن في البقيع مع عمه الحسن (عليه السلام). هدم قبر: في الثامن من شوال سنة 1344هـ هدم الوهابيون قبره، وقبور بقية الأئمة (عليهم السلام).
نسبه هو الإمام علي بن الحسين بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف. أمه: شاه زنان (وقيل: شهربانو) بنت يزدجرد بن شهريار بن شيريه بن كسرى، وفيه يقول أبو الأسود الدؤلي: لأكــرم مــن نيـــطت علـيه التمائم وإن غــلاماً بين كســـرى وهاشــــم
أسماؤه وكناه الشيء المحقق الذي أجمع عليه المؤرخون والرواة هو أن الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) قد سمى حفيده بعلي بن الحسين، ولقبه بزين العابدين، وذلك قبل أن يخلق بعشرات السنين، وكان ذلك من العلامات الباهرة لنبوته... وقد تظافرت الأخبار بنقل ذلك عنه، وهذه بعضها... 1- روى الصحابي الجليل جابر بن عبد الله الأنصاري قال كنت جالساً عند رسول الله (صلى الله عليه وآله) والحسين في حجره، وهو يداعبه، فقال (صلى الله عليه وآله) يا جابر يولد له مولود اسمه (علي) إذا كان يوم القيامة نادى مناد ليقم سيد العابدين، فيقوم ولده، ثم يولد له ولد اسمه محمد، فإن أدركته يا جابر فأقرئه مني السلام... وأذاع جابر هذا الحديث كما أنه أدرك الإمام محمد الباقر (عليه السلام) وبلغه هذه التحية من جده الرسول (صلى الله عليه وآله) فتلقاها الإمام بمزيد من الغبطة والسرور. 2- روى الحافظ ابن عساكر بسنده عن سفيان بن عيينة عن ابن الزبير قال: كنا عند جابر فدخل عليه علي بن الحسين، فقال له جابر: كنت عند رسول الله (صلى الله عليه وآله) فدخل عليه الحسين فضمه إليه، وقبله، وأقعده إلى جنبه، ثم قال (صلى الله عليه وآله): يولد لابني هذا ابن يقال له: علي بن الحسين إذا كان يوم القيامة نادى مناد من بطنان العرش ليقم سيد العابدين فيقوم هو. 3- روى سعيد بن المسيب عن ابن عباس أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: إذا كان يوم القيامة ينادي مناد أين زين العابدين؟ فكأني انظر إلى ولدي علي بن الحسين يخطر بين الصفوف... هذه بعض النصوص التي أثرت عن النبي (صلى الله عليه وآله) في تسميته لحفيده بعلي ومنحه بلقب زين العابدين، كما فيها الإشادة بأهميته ومكانته عند الله تعالى. مع ابن تيمية: وأنكر ابن تيمية تسمية النبي (صلى الله عليه وآله) لولده علي بهذه الاسم، وقال: هذا شيء لا أصل له، ولم يروه أحد من أهل العلم. وقد أغمض ابن تيمية عينيه عما ذكره الحفاظ وأعلام المؤرخين والرواة في ذلك.. ولكن الرجل قد مني بالانحراف عن الحق فأعلن العداء لأهل البيت عليهم السلام الذين الزم الله بمودتهم، وجعلهم الرسول (صلى الله عليه وآله) سفن النجاة وأمن العباد، وقد تنكر لكل فضيلة من فضائلهم، وجحد كل ما يرويه الحفاظ من مآثرهم.
| |
|
urbaybe مشرف عام
عدد الرسائل : 97 تاريخ التسجيل : 14/02/2007
| موضوع: رد: سيرة اهل البيت عليهم السلام الخميس مايو 10, 2007 8:32 pm | |
| كناه وألقابه كناه: وكني الإمام زين العابدين (عليه السلام) بما يلي: (أ) أبو الحسين. (ب) أبو الحسن. (ج) أبو محمد. (د) أبو عبد الله. (هـ) أبو القاسم. (و) أبو بكر.
ألقابه: أما ألقابه الشريفة فهي تحكي نزعاته الخيرة، وما اتصف به من محاسن الصفات ومكارم الأخلاق، وعظيم الطاعة والعبادة لله، وهذه بعضها: 1- زين العابدين: وأضفى عليه هذا اللقب جده رسول الله (صلى الله عليه وآله) - كما تقدم - وإنما لقب به لكثرة عبادته وقد عرف بهذا اللقب، واشتهر به، حتى صار اسماً له، ولم يلقب به أحد سواه، وحقاً أنه كان زيناً لكل عابد وفخراً لكل من أطاع الله. 2- سيد العابدين: من ألقابه البارزة (سيد العابدين) وذلك لما ظهر منه من الانقياد والطاعة لله، فلم يؤثر عن أي أحد من العبادة مثل ما أثر منه عدا جده الإمام أمير المؤمنين عليه السلام. 3- ذو الثفنات: لقب بذلك لما ظهر على أعضاء سجوده من شبه ثفنات البعير وذلك لكثرة سجوده فقد كان من أكثر الناس سجوداً لله تعالى وطاعة له، وحدث الإمام أبو جعفر محمد الباقر عليه السلام عن كثرة سجود أبيه قال: إن علي بن الحسين ما ذكر الله عزّ وجلّ نعمة عليه إلا سجد، ولا قرأ أية من كتاب الله عزّ وجلّ فيها سجود إلا سجد، ولا دفع الله عنه سوءً يخشاه إلا سجد ولا فرغ من صلاة مفروضة إلا سجد، وكان أثر السجود في جميع مواضع سجوده فسمي السجاد لذلك ونظم ابن حماد كثرة سجود الإمام وعبادته بهذه الأدبيات الرقيقة: وراهب أهل البيت كان ولم يزل يـــــلقب بالسجـــــاد حيــن تعبده يقضي بطول الصوم طول نهاره منيــــــباً ويقــــضي ليله بتهجده فأيـــــــن به مــن علمه ووفائه وأين به من نسكه وتعبده 5- الزكي: لقب بالزكي لأن الله زكاه وطهره من كل دنس كما زكى آباءه الذين أذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً. 6- الأمين: من ألقابه الشريفة التي عرف بها (الأمين) فقد كان المثل الأعلى لهذه الصفة الكريمة، وقد قال (ع): (لو أن قاتل أبي أودع عندي السيف الذي قتل به أبي لأديته إليه). 7- ابن الخيرتين: من ألقابه التي أشتهر بها (ابن الخيرتين) وكان يعتز بهذا اللقب ويقول: أنا أبن الخيرتين، إشارة لقول جده رسول الله (صلى الله عليه وآله): (لله تعالى من عباده خيرتان، فخيرته من العرب هاشم ومن العجم فارس) ونسب الشبراوي إليه هذه الأبيات التي ذكر فيها اعتزازه بهذا اللقب: خيـــــرة الله مـــــن الخـــــلق أبي بعـــــد جـــــدي وأنا ابن الخيرتين فضة قد صيغـــــت مـــــن ذهــــب فأنـــــا الفـــــضة ابــــــن الذهبين من له جد كــــجدي في الـــــورى أو كـــــأبي وأنـــــا ابـــن القمرين فـــــاطمة الـــــزهراء أمـي وأبي قاصم الكـــــفر بـــــبدر وحنـــــيــن [color:88a2=navy:88a2]ولـــــه فـــــي يـــــوم أحــــد وقعة شفت الغل بعض العسكرين
وأكبر الظن أن هذه الأبيات ليست للإمام زين العابدين، وإنما قيلت على لسان أبيه كما هي صريحة في ذلك. هذه بعض ألقابه، وذكرت له ألقاب أخرى ، وهي تنم عما اتصف به من الصفات الرفيعة والنزعات العظيمة، منها كما في العوالم ج 18 : 9-السجاد. 10-البكاء. 11-الزاهد. 12-العدل. 13-الخاشع. 14-أبو الأئمة. 15-الخالص. 16-الرهباني 17-وصي الوصيين. 18-العابد. 19- وارث علم النبيين. 20-إمام الأئمة. 21- خازن وصايا المرسلين. 22- سيد الساجدين. 23- منار القانتين. 24-إمام المؤمنين. العلة التي من أجلها سمي علي بن الحسين (عليه السلام) ذا الثفنات عن محمد بن علي الباقر (عليه السلام) قال كان لأبي (عليه السلام) في موضع سجوده آثار ناتية وكان يقطعها في السنة مرتين في كل مرة خمس ثفنات، فسمي ذا الثفنات لذلك. العلة التي من أجلها سمي علي بن الحسين (عليه السلام) السجاد قال أبو جعفر محمد بن علي الباقر (عليه السلام) إن أبي علي بن الحسين (عليه السلام) ما ذكر نعمة الله عليه إلا سجد، ولا قرأ آية من كتاب الله عز وجل فيها سجود إلا سجد ولا دفع الله تعالى عنه سوء يخشاه أو كيد كايد إلا سجد، ولا فرغ من صلاة مفروضة إلا سجد، ولا وفق لإصلاح بين اثنين إلا سجد، وكان أثر السجود في جميع مواضع جسده فسمي السجاد لذلك.
العلة التي من أجلها سمي علي بن الحسين زين العابدين (عليه السلام) • عن عمران بن سليم قال: كان الزهري إذا حدث عن علي بن الحسين عليهما السلام قال حدثني زين العابدين علي بن الحسين، فقال له سفيان بن عيينة: ولم تقول له زين العابدين؟ قال: لأني سمعت سعيد بن المسيب يحدث ابن عباس، إن رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) قال: إذا كان يوم القيامة ينادي مناد أين زين العابدين فكأني أنظر إلى ولدي علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب يخطو بين الصفوف. • عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: ينادي مناد يوم القيامة أين زين العابدين، فكأني أنظر إلى علي بن الحسين (عليه السلام) يخطو بين الصفوف. • عن سفيان بن عيينة قال: قيل للزهري من أزهد الناس في الدنيا؟ قال: علي بن الحسين عليهما السلام حيث كان وقد قيل له فيما بينه وبين محمد بن الحنفية من المنازعة في صدقات علي بن أبي طالب (عليه السلام) لو ركبت إلى الوليد بن عبد الملك ركبة لكشف عنك من غرر شره وميله عليك بمحمد فأن بينه وبينه خلة، قال: وكان هو بمكة والوليد بها فقال: ويحك أفي حرم الله أسأل غير الله عز وجل، إني آنف لمن أسأل الدنيا خالقها فكيف أسألها مخلوقاً مثلي وقال الزهري لأجرم أن الله تعالى ألقى هيبته في قلب الوليد حتى حكم له على محمد بن الحنفية. • عن سفيان بن عيينة قال: قلت للزهري لقيت علي بن الحسين (عليه السلام)؟ قال: نعم لقيته وما لقيت أحد أفضل منه والله ما علمت له صديقاً في السر ولا عدواً في العلانية فقيل له وكيف ذلك؟ قال: لأني لم أر أحداً وإن كان يحبه إلا وهو لشدة معرفته يحسده ولا رأيت أحداً وإن كان يبغضه إلا وهو لشدة مداراته له يداريه. • عن سفيان بن عيينة قال: رأى الزهري علي بن الحسين ليلة باردة مطيرة وعلى ظهره دقيق وحطب وهو يمشي فقال له: يابن رسول الله ما هذا؟ قال: أريد سفراً أعد له زاداً أحمله إلى موضع حريز فقال الزهري: فهذا غلامي يحمله عنك فأبى، قال: أنا أحمله عنك، فإني أرفعك عن حمله، فقال علي بن الحسين: لكني لا أرفع نفسي عما ينجيني في سفري ويحسن ورودي على ما أرد عليه أسألك بحق الله لما مضيت لحاجتك وتركتني، فانصرفت عنه، فلما كان بعد أيام قلت له: يابن رسول الله لست أرى لذلك السفر الذي ذكرته أثراً قال: بلى يا زهري، ليس ما ظننته ولكنه الموت، وله كنت أستعد، إنما الإستعداد للموت تجنب الحرام وبذل الندى والخير. • عن إسماعيل بن المنصور، قال: لما وضع علي بن الحسين (عليه السلام) على السرير ليغسل نظر إلى ظهره وعليه مثل ركب الإبل مما كان يحمل على ظهره إلى منازل الفقراء والمساكين. • عن أبان بن تغلب قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام) إني رأيت علي بن الحسين (عليه السلام) إذا قام في الصلاة غشى لونه لون آخر، فقال لي: والله إن علي بن الحسين كان يعرف الذي يقوم بين يديه. • عن أبي حمزة الثمالي قال: رأيت علي بن الحسين عليهما السلام يصلي فسقط رداؤه عن أحد منكبيه فقال: فلم يسوه حتى فرغ من صلاته قال: فسألته عن ذلك فقال: ويحك أتدري بين يدي من كنت إن العبد لا يقبل من صلاته إلا ما أقبل عليه منها بقلبه وكان علي بن الحسين عليهما السلام ليخرج في الليلة الظلماء فيحمل الجراب فيه الصرر من الدنانير والدراهم حتى يأتي باباً باباً فيقرعه ثم يناول من يخرج إليه فلما مات علي بن الحسين عليهما السلام فقدوا ذلك فعلموا أن علي بن الحسين عليهما السلام الذي كان يفعل ذلك. • عن الحسن بن علي بن أبي حمزة، عن أبيه قال: سألت مولاة لعلي بن الحسين (عليه السلام) بعد موته فقلت صفي لي أمور علي بن الحسين (عليه السلام) فقالت: أطنب أو اختصر؟ فقلت: بل اختصري قالت: ما أتيته بطعام نهاراً قط ولا فرشت له فراشاً بليل قط. • عن عبد العزيز بن أبي حازم قال: سمعت أبا حازم يقول: ما رأيت هاشمياً أفضل من علي بن الحسين وكان (عليه السلام) يصلي في اليوم والليلة ألف ركعة حتى خرج بجبهته وآثار سجوده مثل (كركرة البعير).
استشهاده اغتياله بالسم: كان الإمام يتمتع بشعبية هائلة، فقد تحدث الناس - بإعجاب - عن علمه وفقهه وعبادته، وعجبت الأندية بالتحدث عن صبره، وسائر ملكاته، وقد احتل قلوب الناس وعواطفهم، فكان السعيد من يحظى برؤيته، والسعيد من يتشرف بمقابلته والاستماع إلى حديثه، وقد شق ذلك على الأمويين، وأقضّ مضاجعهم وكان من أعظم الحاقدين عليه الوليد بن عبد الملك، فقد روى الزهري أنه قال: (لا راحة لي، وعلي بن الحسين موجود في دار الدنيا) وأجمع رأي هذا الخبيث الدنس على اغتيال الإمام حينما آل إليه الملك والسلطان، فبعث سماً قاتلاً إلى عامله على يثرب، وأمره أن يدسه للإمام ونفذ عامله ذلك، وقد تفاعل السم في بدن الإمام، فأخذ يعاني أشد الآلام وأقساها، وبقي حفنة من الأيام على فراش المرض يبث شكواه إلى الله تعالى، ويدعو لنفسه بالمغفرة والرضوان، وقد تزاحم الناس على عيادته، وهو (عليه السلام) يحمد الله، ويثني عليه أحسن الثناء على ما رزقه من الشهادة على يد شر البرية. وصاياه لولده الباقر: وعهد الإمام زين العابدين إلى ولده الإمام محمد الباقر (عليهما السلام) بوصاياه، وكان مما أوصاه به ما يلي: 1- أنه أوصاه بناقته، فقال له: إني حججت على ناقتي هذه عشرين حجة لم أقرعها بسوط، فإذا نفقت فادفنها، لا تأكل لحمها السباع، فإن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: ما من بعير يوقف عليه موقف عرفة سبع حجج إلا جعله الله من نعم الجنة، وبارك في نسله ونفذ الإمام الباقر ذلك. 2- أنه أوصاه بهذه الوصية القيمة التي تكشف عن الجوانب المشرقة من نزعات أهل البيت (عليهم السلام) فقد قال له: (يا بني أوصيك بما أوصاني به أبي حين حضرته الوفاة، فقد قال لي: يا بني إياك وظلم من لا يجد عليك ناصراً إلا الله). 3- أنه أوصاه أن يتولى بنفسه غسله وتكفينه وسائر شؤونه حتى يواريه في مقره الأخير.
إلى جنة المأوى: وثقل حال الإمام، واشتد به المرض، وأخذ يعاني آلاماً مرهقة، فقد تفاعل السم مع جميع أجزاء بدنه، وأخبر الإمام أهله أنه في غلس الليل البهيم سوف ينتقل إلى الفردوس الأعلى، وأغمي عليه ثلاث مرات، فلما أفاق قرأ سورة الفاتحة وسورة (إنا فتحنا) ثم قال (عليه السلام): (الحمد لله الذي صدقنا وعده، وأورثنا الجنة نتبوأ منها حيث نشاء فنعم أجر العاملين). وارتفعت روحه العظيمة إلى خالقها كما ترتفع أرواح الأنبياء والمرسلين، تحفها بإجلال وإكبار ملائكة الله، وألطاف الله وتحياته.لقد سمت تلك الروح العظيمة إلى خالقها بعد أن أضاءت آفاق هذه الدنيا بعلومها وعبادتها وتجردها من كل نزعة من نزعات الهوى. تجهيزه: وقام الإمام أبو جعفر الباقر بتجهيز جثمان أبيه، فغسل جسده الطاهر، وقد رأى الناس مواضع سجوده كأنها مبارك الإبل من كثرة سجوده لله تعالى، ونظروا إلى عاتقه كأنه مبارك الإبل، فسألوا الباقر عن ذلك، فقال أنه من أثر الجراب الذي كان يحمله على عاتقه، ويضع فيه الطعام، ويوزعه على الفقراء والمحرومين وبعد الفراغ من غسله أدرجه في أكفانه، وصلى عليه الصلاة المكتوبة. تشييعه: وجرى للإمام تشييع حافل لم تشهد يثرب له نظيراً فقد شيعه البر والفاجر، والتفت الجماهير حول النعش العظيم والهين جازعين في بكاء وخشوع، وإحساس عميق بالخسارة الكبرى، فقد فقدوا بموته الخير الكثير، وفقدوا تلك الروحانية التي لم يخلق لها مثيل لقد عقلت الألسنة، وطاشت العقول بموت الإمام، فازدحم أهالي يثرب على الجثمان المقدس فالسعيد من يحظى بحمله، ومن الغريب أن سعيد بن المسيب أحد الفقهاء السبعة في المدينة لم يفز بتشييع الإمام والصلاة عليه، وقد أنكر عليه ذلك حشرم مولى أشجع، فأجابه سعيد: أصلي ركعتين في المسجد أحب إلي من أن أصلي على هذا الرجل الصالح في البيت الصالح. وهو اعتذار مهلهل فإن حضور تشييع جنازة الإمام (عليه السلام) الذي يحمل هدي الأنبياء من أفضل الطاعات وأحبها عند الله تعالى. في مقره الأخير:
وجيء بالجثمان الطاهر وسط هالة من التكبير والتحميد إلى بقيع الغرقد، فحفروا له قبراً بجوار قبر عمه الزكي الإمام الحسن سيد شباب أهل الجنة وريحانة رسول الله (صلى الله عليه وآله) وأنزل الإمام الباقر (عليه السلام) جثمان أبيه فواراه في مقره الأخير، وقد وارى معه العلم والبر والتقوى، ووارى معه روحانية الأنبياء والمتقين.
وبعد الفراغ من دفنه هرع الناس نحو الإمام الباقر، وهم يرفعون إليه تعازيهم الحارة، ويشاركونه في لوعته وأساه، والإمام مع أخوته وسائر بني هاشم يشكرونهم على مشاركتهم في الخطب الفادح الجلل، والمصاب العظيم!!.
يتبع | |
|