الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على المبعوث رحمة للعالمين و على آله الطيبين الطاهرين ..
السلام على من أخفي قبرها بين القبور ، السلام على أم أبيها ، السلام على فاطمة الزهراء ..
إن الزهراء عليها السلام كانت معلمة البشرية من نساء و رجال في حياتها و بعد حياتها منذ أن ولدت إلى ان تقوم الساعة و العالم كله ينهل من خلق الزهراء .
فها هي سلام الله عليها تضع أمام اعيننا درسأ آخر من حياتها لتنير دربنا بالسعادة الأبدية .
لو قلبنا صفحات التاريخ النبوي المشرق بتوحيد الله و طاعته لرأينا عبر و تربيات تركتها لنا الزهراء ، لنأخذ درسة العون و المساعدة لأبيها و زوجها أمير المؤمنين علي .
حينما كان الرسول يخرج للدعوة إلى الله و إلى توحيده سبحانه ، كانت سلام الله عليها تقف إلى جانبه تخفف عنه آلامه و تزيل عن الدم الأذى الذي يلاقيه ...
أنظروا إليها حينما تهوى بنفسها على أبيها تزيل عنه الأقذار التي ترميها عليه قريش و هو ساجد عند الكعبة بين يدي الله عز وجل .
و أنظروا إليها في الحروب و المعارك تقف خلف الرسول و الأمير تشجعهما على الجهاد في سبيله سبحانه .
هل هناك أمرأة في الوجود تفعل ما فعلته الزهراء ..؟
لاحظوا اخواني
موقفها ممن أخذوا بعلها أمير المؤمنين يوم السقيفة ، خرجت خلفهم و وقفت عند باب المسجد النبوي و خاطبتهم قائلة :
" خلو عن أبن عمي أو لأنشرن شرعي بالدعاء " .
تلك الكلمات هزت عرش السقيفة و المؤامرة و الخلافة .
لكن...
أين الزهراء في هذا الزمان ؟
و أين خلقها ؟
و أين دروسها ؟
و أين خوفها على بعلها ؟
كل ذلك ذهب أدراج الرياح مع نساء هذا العصر المخيف و المتمرد على أهل بيت النبوة . ليتنا متنا قبل أن نرى هذا الزمان الغريب و المؤلم .
نعم إن الزهراء مدرسة لجميع نساء العالم ، و يجب على كل امرأة أن تنهل من معارفها و علومها ..
لكننا ظلمنا الزهراء و هي في قبرها ، فقد زدنا عليها مصائبها من خلال أزواجنا و نسائنا و بناتنا ...
يجب أن نلزم أهلنا و نسائنا بأن يقتدين بالزهراء في جميع أفعالهن و حياتهن .
كي نحظي و تحظى المرأة بشفاعة معلمتها الأولى فاطمة