بسم الله النور.
السلام عليكم ..
من كتاب في مدرسة الزهراء للدكتور علي القائمي (جزاه الله خيرا)
فاطمة إمرأة فياضة بالعواطف إلا ان العاطفة لا دور لها في المسيرة الهادفة, ولا أهمية لها في معناها الإجتماعي العام , بل ان ميزتها الصمود في سبيل الله. وصفتها المجاهدة الدؤوبة في بلوغ الهدف المنشود .
إنتهت معركة أحد وعاد الناس إلى المدينة. وعاد النبي (ص) إلى داره مخضّب بالجراح ومضمّخ بالدّماء , أعطى سيفه المخضّب بالدّماء لفاطمة لتغسله. وما إن رأت أباها على تلك الحال حتّى سارعت لغسل جراح أبيها.
لقد كانت صلابة القلب هذه مما يميّز فاطمة منذ نعومة أظافرها. فعندما حانت ساعة وفاة أمها خديجة التي كانت تعلم مدى بغض اهل مكّة للنبّي(ص) وقسوتهم عليه, وتعلم برقّة قلب فاطمة وما تحمله من مشاعر تجاه أبيها , التفت إليها وقالت لها : يابنية ستلقين من بعدي ما تلقين , فاني راحلة اليوم أو غداً وأخواتك في راحة مع أزواجهن! فأجابتها فاطمة بشجاعتها المعهودة رغم صغر سنِّها لاتحزني عليَّ يا أمّاه واعلمي أنّ فاطمة حريّة بتحمل أذى قريش