ينقل أن أحد العلماء المتقين في تبريز -وهي مدينة من مدن إيران الشمالية الغربية - أنه كان يمرّ فرأى أناساً مجتمعين في الطريق فسألهم عن سبب اجتماعهم؟
فقالوا له وهم يشيرون بأيديهم إلى الأعلى: أترى الطفل على الميزاب؟ انه زحف بنفسه حتى وصل إلى الميزاب وهو مشرف على السقوط، ولا ندري ما نفعل معه؟ فلا يد تصل إليه من السطح لأخذه من على الميزاب، ولا سلّم نرتقي إليه لأخذه من عليها، وها نحن متحيرون في أمره حيث لا نرى طريقاً لنجاته، فلا نرى إلا أنه سيسقط ويموت!!
وبالفعل فقد زحف الطفل وانزلق من على الميزاب وهوى نحو الأرض، لكن الغريب الذي حدث ولفت أنظار المجتمعين هو: أن هذا العالم المتقي، الذي وقف معهم يسألهم عن اجتماعهم، التفت إلى الطفل وهو في حال الهوي وقال يخاطبه: قف في مكانك.. وإذا بالطفل يبقى - بإذن الله تعالى - معلّقاً بين السماء والأرض ويمدّ ذلك العالم المتقي يده نحو الطفل ويأخذه بيده ويضعه على الأرض سالماً.
وهنا ازدحم الناس على العالم والتفّوا حوله يسألونه عن أمره وهل أنه يعرف الاسم الأعظم وقد قرأه على الطفل فاستجاب الله تعالى له؟
أجابهم العالم قائلاً: كلا، إني لم اعرف الاسم الأعظم، ولكني رأيت الحديث القدسي يقول: «عبدي اطعني تكن مثلي، أقول للشيء كن فيكون، وتقول للشيء كن فيكون» وأنا أطعت الله على علم ومعرفة، فأعطاني الله سبحانه وتعالى ما وعدني به