عشق سلطان العاشقين

السلام عليك يا أبا عبد الله وعلى الأرواح التي حلّت بفنائك وأناخت برحلك، عليكم مني سلام الله أبداً ما بقيت وبقي الليل والنهار ولا جعله الله أخر العهد مني لزيارتكم.... السلام على الحسين.... وعلى علي بن الحسين... وعلى أولاد الحسين... وعلى أصحاب الحسين... ورحمة الله تعالى وبركاته...

إن سيّد الشهداء (صلوات الله عليه) مارس يوم عاشوراء كل أنواع طقوس العشق، فقد دار على أرض كربلاء رحى عقله الفعّال دوراناًَ استغرق فيه الأفلاك والعقول.

فقد صلّى (صلوات الله عليه) ووعظ وقام بالإرشاد الديني والتذكير بالله الواحد الأحد، وحجّ وجاهد في الله وصام وعاد المريض، كل ذلك في طور كربلاء وبنهار عاشوراء، وقام بتجهيز الأموات، وسقى العطشان وقد صام شهر رمضان بيوم واحد.

وقد ارتقى منبر نحن الأسماء الحسنى والصفات العليا بقول الحق: {وعلم آدم الأسماء كلها} وأضحى مصداق قول الله جلّ قدسه: {أعلم ما لا تعلمون}.

وقد ظهر (صلوات الله عليه) نهار عاشوراء بحقيقة وجوهر: {سلام على نوح في العالمين}، فقد أضحى الحسين روحى فداه سفينة نجاة العوالم كافة، بل حقيقة كل السلامات التي أنزلها الحق: {سلام قولامن رب رحيم}، {سلام على نوح في العالمين}، {سلام على أبراهيم}، {سلام على آل ياسين}، {سلام على موسى وهارون}، {سلام عليكم طبتم فادخلوها خالدين}، {سلام هي حتى مطلع الفجر}، ولما كان الحسين شهيد العشق الإلهي واللطف الإلهي الخفي، فقد ورد عن أحد العرفاء الشامخين قدّس الله سرّه الخفي من قرأ هذه السلامات 141 مرة إلى أربعين يوماً يكون لها أثر عظيم سيما في كشف أحوال عالم البرزخ، وسهولة رؤية صقع مدينة السلام وانكشاف أسرار القبور ورؤية جنةالدنيا.

فقد بنى سيد العاشقين بحقيقته قبراً أضحى كعبة العشاق ثم أذن بالعشق الأكبر: {وأذن في الناس} فتهافت على أنواره أهل الوله والفناء وأضحى لطقاً خفياً في ارتقاء مراتبهم ومنازلهم وسيرهم وفنائهم.

ثم قدّم ولده علي الأكبر قربانا بدل إسماعيل قربان شيخ الأنبياء والمرسلين خليل الله إبراهيم (على نبينا وآله وعليه السلام)، وقد ناجى سيد العاشقين (صلوات الله عليه) ربّه في طور كربلاء كما ناجى كليم الله موسى(على نبينا وآله وعليه السلام) ربّه في طور سيناء بالوادي المقدس، وقد خاطبه الحق: يا موسى اخلع نعليك فإنك بالوادي المقدس طوى... وخرّ موسى صعقاً، كذلك خرّ شهيد العشق الإلهي صعقاً على أرض الطور بكربلاء، أما عيسى روح الله(صلوات الله عليه) فما قتلوه وما صلبوه، ولكن شهيد العشق الإلهي قتلوه وأيضاً صلبوه.

روحي لروحك الفداء أبا عبد الله

السلام على الحسين وعلى علي ابن الحسين وعلى الطفل الرضيع وشهداء كربلاء مأجورين انشاءالله

ساعد الله قلبك ابا عبدالله كم طفل استشهد بين يديك وكم حبيب رأيته يتخبط الأرض دما ويناديك سيدي ابا عبدالله ادركني ... رزقنا شفاعتك والقتال بين يدي قائمكم انشاءالله ...
واياك اختي الكريمة شكرا على مرورك الكريم

وشكرا اخي > رجال الله < على الموضوع المفيد الذي ارجعنا الى ذكرى عاشوراء ومصيبة اهل البيت عليهم السلام ولا حرمنا الله من مشاركاتكم