اللهم صلي على محمد وآل محمد وعجل فرجهم
يقول سماحة العلامة الشيخ عبد الحميد المهاجر " حفظه الله
قبل أربع سنوات كنت أقرأ في الكويت في حسينية معرفي لمدة شهرين متتالين (محرم و صفر)
وفي أحد الليلي بعد انتهاء المجلس وبينما كنت أدخل إلى البيت سمعت تلفون المنزل يرن ، فرفعت التلفون :
الشيخ المهاجر: السلام عليكم
الفتى محمد : وعليكم السلام مولانا , اسمي محمد وأريدك أن تستمع إلى قصتي بارك الله فيك
الشيخ المهاجر تفضل يا بني ما عندك
محمد : مولانا كنت استمع إليك في حسينية معرفي هذه الليلة وبعد أن انتهيت قررت إخبارك بما حدث لي.
الشيخ المهاجر تفضل يا بني أنا أسمعك
قصتي بدأت عندما أردت مساعدة والدتي على مصاريف المنزل فنحن عائلة فقيرة وقد فكرت بالطريقة التي يمكن بواسطتها مساعدة الوالدة
فرأيت أن جميع الأبواب مقفلة بوجهي كوننا لا نملك شي
وأنا في هذا العمر الصغير (17 عاما) قد لا استطيع العمل لكوني طالب.
يقول الشيخ المهاجر :
وصل الشاب إلى فكرة وهي انه يهوى الرسم فلماذا لا يرسم لوحة
ويتجه بها إلى مكان معروف في الكويت حيث تباع اللوحات والرسومات
مثل رسم لجمل أو لمنظر طبيعي وغيرها من الرسومات الدارجة في ذلك
الوقت .
أراد الشاب أن يرسم صورة مميزة لا توجد لها مثيل في الرسومات المعروضة
، فوقع فكره على مصيبة الإمام الحسين (ع) يوم عاشوراء ،
وكيف أن يوم الطف مليء بالصور الفاجعة المعبرة التي يمكن أن ترسم لتبين الواقع المؤلم لتلك الفاجعة.
فعلا بدأ الشاب يرسم تلك اللوحة واستمر في ذلك لمدة شهرين كاملين
حتى أنهاها . كانت فرحته كبيرة فقد بذل الكثير من الوقت في عملها
وهو الآن يفكر بالقيمة التي سيحصل عليها .
وفي أحد المناسبات جاء الشاب محمد بتلك اللوحة وقام بعرضها
بجوار إحدى الحسينيات ولكن فرحته سرعان ما تبدلت إلى حزن عميق
وصار يندب الحظ العاثر وذلك لأنه رأى عدم إقبال الناس عليه
والقلة التي جاءت ساومته على تلك اللوحة بخمسة أو ثلاثة دنانير ،
فرجع إلى بيته مهموما وهو الذي قد وعد أمه بالخير من بيع تلك اللوحة.
استقبلت الأم الابن المكسور الخاطر وهدأته وطمأنته ولكن
الصدمة قد أضرت به كثيرا فدخل غرفته ، دعته أمه للعشاء فرفض ،
وبنما هو على هذه الحالة ، أغمض عينيه واستسلم للنوم .
في أثناء نومه رأى في عالم الرؤية انه جالس يستمع للشيخ المهاجر في
حسينية معرفي وبينما هو كذلك حتى غفت عيناه قليلا فرأى شيخا مقبلا نحوه وناداه يا محمد " الإمام الحسين يسلم عليك ويخبرك انه اشترى اللوحة منك" فاستيقظ محمد فزعا ، فأخبر أمه بما رأى وأخبرته تلك الأم الحنون خيرا
وان الإمام قد كافأك على عملك.
يقول الشيخ المهاجر: قلت له يا بني..هل لا تزال اللوحة معك فقال محمد نعم ...فقال الشيخ : تعال إلي بسرعة.
كلها دقائق حتى حضر الشاب حاملا اللوحة معه، فاستقبله الشيخ
وعندما نظر الشيخ إلى اللوحة بكى بكاء غزيرا وكما يقول الشيخ " والله - أقولها وأنا على منبر الحسين - أنني لم أرى صورة أجمل من تلك الصورة،
والله لو كان عندي مليون دينار لأعطيتها إياه واشتريتها منه "
دخل الشيخ المهاجر إلى إحدى الغرف ليبحث له عن المال ليعطيه ثمنها ،
فسرعان ما تذكر بأنه البارحة فقط أعطى مبلغ ثلاثين ألف دينار للأعمال الخيرية في إفريقيا ، فلم يتبق من المال الشئ الكثير ليعطيه للشاب الفقير محمد ، فوقعت في حرج شديد .
يقول الشيخ المهاجر ، تقدمت للشاب وأعطيتها إياه وقلت له اعذرني يا بني
فهذا ما يتوفر عندي من مبلغ ( كان الشيخ يمتلك 70 ديناراً فقط) ،
فتعجب الشاب وقال انه المبلغ الذي كنت أتوقع أن يشتري الإمام اللوحة به ،
يقول الشيخ المهاجر:
وبينما أنا على تلك الحالة من الإحراج وإذا بجرس الباب ، من الطارق ؟
ناداه يا شيخ توجد سيدة تقول إنها التقت بامرأة من القطيف
عند السيدة زينب (س) وأعطتها مبلغا من المال وقالت لها
أعطيه للشيخ المهاجر ينفقه في سبيل الله ، فتعجب وتبسم الشيخ
وأمره أن يأتيه به حالا ، ثم اخذ الشيخ تلك الأموال ولم يعط بالا لعددها وسلمها للشاب وقال له إن السيدة زينب هي التي أعطتك ثمن ما اشتراه الإمام الحسين .
فالسلام على الحسين وعلى أولاد الحسين وعلى أصحاب الحسين